أكل مكان راح في الأرض مسقطا ... لرأس الفتى يهواه ما عاش مضطرا
ولا مثل مدحو من المسك تربة ... تملي الصبا فيه حقيبتها عطرا
نبات كأن الخز يحمل نوره ... تخال لحينا في أعاليه أو تبرا
وماء كترصيع المجرة جللت ... نواحيه الأزهار واشتبكت زهرا
أنيق كريان الحياة التي خلت ... طليق كريعان الشباب الذي مرا
وقالوا: هل الفردوس ما قد علمته ... فقلت: وها الفردوس في الجنة الأخرى
بلنسية تلك الزبرجدة التي ... تسيل عليها كل لؤلؤة نهرا
كأن عروسا أبدع الله حسنها ... فصير من شرخ الشباب لها عمرا
يؤبد فيها شعشعانية الضحى ... مضاحكة الشمس المنيرة والبحرا
تزاحم أنفاس الرياح بزهرها ... رجوما فلا شيطان يقربها ذعرا
وكتب إليه أبو بكر الكتندي رحمه الله تعالى
أعندكم يا ساكن الود أنكم ... بمرأى على بعد المسافات من حمص
أتقضي الليالي أن تلم بمنزل ... ألفناه ما بين الأراكة والدعص
وإني حريص أن يعود بما مضى ... زمان وما حرص المقادير من حرصي
فجاوبه ﵀
سلام أبا بكر عليك ورحمة ... تحية صدق من أخ لك مختص
لعمري وما أدري بصدع زجاجة ... عليك فقد تدني الليالي لما تقصي
لقد بان عني يوم ودعت صاحبا ... بريء أساليب الوداد من النقص
أقول لنفسي حين طارت بك النوى ... أخوك فريشي من جناحك أو قصي
فباتت على ظهر النزوع إليكم ... تطير بما في الوكر أجنحة الحرص
1 / 99