حتى كتب وقرأ" (١)، وقد روى عن جعفر الصادق (٢) ﵁ أنه قال: "كان يقرأ من الكتب وإن كان لا يكتب"، كذا رواه أبو البقاء الكَفَوِىّ في (الكليات) (٣).
أقول: لعله أخذه من قوله تعالى: ﴿رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً﴾ [البينة: ٢] فإِن كان مَأْخَذُه من هذا فقد أشار القاضى البَيْضَاوى (٤) إِلى الجواب عنه بقوله: "والرسول وإن كان أميًّا -لكنه لما تلا مثل ما في الصحف كان كالتالى لها" (٥).
وذكر القاضى عياض (٦) في الفصل [٢٥]، من الباب [٤] من القسم الأول
_________
= جزيرة الأندلس. وحدّها من طرابلس المغرب من جهة برقة والإسكندرية وإلى بجاية (مراصد الاطلاع جـ١ ص١٠٠ - ١٠١، معجم البلدان جـ١ ص ٢٢٨).
(١) راجع المواهب اللدنية جـ١ ص ١٢٨ - ١٢٩.
(٢) جعفر (الصادق) بن محمَّد (الباقر) بن علي (زين العابدين) بن الحسين (السبط) بن علي بن أبي طالب، الهاشمى القرشى، أبو عبد الله، كان من أجلاء التابعين، وله منزلة رفيعة في العلم، أخذ عنه الإِمامان أبو حنيفة ومالك. ولقب بالصادق لأنه لم يعرف عنه الكذب قط. وله أخبار مع الخلفاء من بني العباس، توفي سنة ١٤٨ هـ (من مصادر ترجمته: وفيات الأعيان جـ١ ص ٣٢٧، حلية الأولياء جـ ٣ ص ١٩٢).
(٣) لم أصل إِلى موضعه من (الكليات)، وقد سبق التعريف بالكفوى ص ٤٧.
(٤) البيضاوى: عبد الله بن عمر بن محمَّد بن علي الشيرازى، أبو سعيد (أو أبو الخير)، ناصر الدين البيضاوى، قاض، مفسر، علَّامة. ولد في المدينة البيضاء (بفارس، قرب شيراز) وولى قضاء شيراز مدة، ثم صرف عنه، فرحل إِلى تِبْريز فتوفى فيها سنة ٦٨٥ هـ من تصانيفه: "أنوار التنزيل وأسرار التأويل" يعرف بتفسير البيضاوى. و"منهاج الوصول إِلى علم الأصول"، وغيرها (طبقات الشافعية للسبكى جـ٥ ص ٥٩، بغية الوعاة ص ٢٨٦، البداية والنهاية جـ ٧ ص ٣١٣).
(٥) تفسير البيضاوى = أنوار التنزيل وأسرار التأويل جـ٤ ص ١٩٢ (ط دار الكتب العربية، مصطفى البابى الحلبى).
(٦) هو عياض بن موسى بن عياض بن عمرون اليحصبى السبتى، أبو الفضل، عالم المغرب وإمام أهل الحديث في وقته. كان أعلم الناس بكلام العرب وأنسابهم وأيامهم. مولده في =
1 / 62