ورأيت الشيخ الأكبر (١) في الباب [٢٩٥] من (الفتوحات) أبدى لذلك سرًّا في صفحة [٧٥٢] من ثانى جزء (٢). وكذا أبو البقاء (٣) في (الكليات) قال: "لكونهما من أقصى الحلق، وهو مبدأ الخارج"، فانظره في أول فصل الألف (٤).
_________
(١) هو محمَّد بن علي بن محمَّد، ابن عربي، أبو بكر الحاتمي الطائي الأندلسي، المعروف بمحيي الدين بن عربي، اللقب بالشيخ الأكبر. فيلسوف من أئمة المتكلمين في كل علم ولد في مرسيه (بالأندلس) وانتقل إِلى إِشبيلية، وقام برحلة، فزار الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز، وأنكر عليه أهل مصر شطحات صدرت عنه، فعمل بعضهم على إِراقة دمه كما أريق دم الحلَّاج (الحسين بن منصور سنة ٣٠٩ هـ) وأشباهه، وحبس، فسعى في خلاصه علي بن فتح البجّائي (من أهل بجاية) فنجا، واستقر في دمشق، وتوفي بها سنة ٦٣٨ هـ. وكان مولده سنة ٥٦٠ هـ وهو كما يقول الذهبي: قدوة القائلين بوحدة الوجود له نحو أربعمائة كتاب ورسالة، منها: "الفتوحات المكية" كتاب ضخم في التصوف وعلم النفس. و"فصوص الحِكَم" (من مصادر ترجمته: فوات الوفيات جـ٢ ص ٢٤١، لسان الميزان جـ٥ ص ٣١١ - ٣١٥، مفتاح السعادة جـ١ ص ١٨٧، نفح الطيب جـ١ ص ٤٠٤، مرآة الجنان جـ٤ ص ١٠٠ وغير ذلك. وراجع الأعلام جـ٦ ص ٢٨١).
(٢) اسم الباب الذي اقتبس منه المؤلف من كتاب (الفتوحات المكيه): الباب الخامس والتسعون ومائتان (٢٩٥): (في معرفة منزل الأعداد المشرفة من الحضرة المحمدية). وكتاب الفتوحات المكية يقع كله في (٦٥٠) بابًا [كما هو مذكور في الفهرست الواقع في الجزء الأول ص ٧٥/ طبع الهيئة المصرية العامة للكتاب] وقد وصل المطبوع منه حتى الآن إلى الجزء (١٤) - الباب (١٦١).
(٣) هو أيوب بن موسي الحسيني القريمي، أبو البقاء الكفوى، صاحب كتاب "الكليات". كان من قضاة الأحناف. عاش وولي القضاء في "كفا" بالقرم في تركيا، وسافر إِلى القدس وبغداد، ثم عاد إِلى استنابول فتوفي بها سنة ١٠٩٤ هـ وقيل: توفي بالقدس. وله كتب أخرى بالتركية (راجع هدية العارفين جـ١ ص ٢٢٩، إِيضاح المكنون جـ١ ص ٢٥١، ٣٨٠، الأعلام جـ٢ ص ٣٨، معجم المؤلفين لرضا كحالة جـ٣ ص ٣١).
(٤) الكليات (ط دمشق ١٩٧٤م) جـ ١ ص٥.
1 / 47