222

Matalic Daqaiq

مطالع الدقائق في تحرير الجوامع والفوارق

Bincike

الدكتور نصر الدين فريد محمد واصل

Mai Buga Littafi

دار الشروق

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

٢٠٠٧ م

Inda aka buga

القاهرة - مصر

Nau'ikan

المطلب الثانى فى بيان محل النية، ووقتها؛ والمجزئ منها شرعًا
١ - محل النية:
محل النية هو القلب، لأنه محل العاقل والإرادة والميل والاعتقاد، وهذا هو قول جمهور علماء الشريعة. وقيل: إن العقل فى الدماغ لا فى القلب، وروى هذا القول عن بعض الفقهاء، وبناء عليه تكون النية فى الدماغ لا فى القلب (١).
ومذهب الجمهور أقوى وأرجح، ويدل لهم:
أولًا: قول اللَّه تعالى: ﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ﴾ (٢).
ثانيًا: قوله تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِى الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِى فِي الصُّدُورِ﴾ (٣).
وقد اتفق جمهور الفقهاء -خلافًا لما نقله الماوردى عن البعض بوجوب التلفظ وضعفه- على أنه لو نوى بقلبه من غير لفظ أجزأه ذلك، فإنه لما كانت النية قصد الإنسان بقلبه، وتوجهه به وميله إلى ما يريده بفعله أغنت عن التلفظ بقول: ونويت كذا (٤).

(١) النية فى الشريعة الإسلامية ص ٦.
(٢) سورة البقرة الآية: ٧.
(٣) سورة الحج الآية: ٤٦.
(٤) الحسينى، نهاية الإحكام ص ١٠.

1 / 228