فترامينا على ذلك الماء الزلال، وارتمينا بين تلك الظلال، فاسترحنا ساعة في ظل تلك الشجرات، ونقعنا الغُلَّة من ذلك العذب الفرات، وخفف عنا ذلك النسيم من شدة السموم بعض ما نجدْ، حتى كان ذلك المكان بقول المَنازي قد قصد:
وَقَانَا وقدةَ الرَّمْضَاء ظِلُّ ... سَقَاهُ مضاعَفُ الظّلِ العميمِ
نزلنا دَوْحَهُ فحنَا عَلَيْنَا ... حُنُوَّ المرضِعاتِ على الفَطيمِ
يُراعي الشَّمْسَ أنَّى قابلتنا ... فيَحْجُبها ويأذَنُ للنَّسيمِ
وسقانا على ظمأ زُلالًا ... ألذَّ من المُدَامِ مع النديمِ
تروعُ حَصَاهُ حاليةَ العذارى ... فتلْمُسُ جانبَ العقدِ النظيمِ
1 / 83