تلاوة القرآن إمام جامع الأطروش، الشيخ عز الدِّين محمد بن الشيخ عبد الرَّحمن بن شعبان، وقع بيننا وبينه مذاكرة ومفاوضة ومحاورة، فاعترف بالفضل التام وأنشدني عند القيام:
كانت محادثةُ الركبان تخبرني ... عن علمكم وسناكم أطيبَ الخبرِ
حتى التقينا فلا والله ما سمعتْ ... أذني بأعظمَ مما قد رأى بصري
ومنهم الشيخ الفاضل العالم العامل ذو السكينة والوقار، أبو زكريا يحيى ابن حسن بن قحقار، إمام الحنفية بالجامع الكبير، المشهور بابن الخازندار، سلّم علينا بالجامع وتودد، وأسرع وأشرع إلى تقبيل يدي وما تردد، فأجللت عن ذلك مقامه، وضاعفت حسن تلقيه وإكرامه.
ومنهم الشاب النبيل العالم الأصيل الفاضل الجليل، البدري حسين بن الشيخ زين الدين عمر بن قاضي القضاة جلال الدِّين النَّصِيبيّ الشَّافِعيّ، له حسب صميم، وسلف في العلم قديم، ومنهج على السُّنَّة قويم، وبيت له بالعلم والدِّين تعظيم وتفخيم، فلله ما هنالك من خيم ومنادٍ لا يقبل الرخيم، حسن الصورة، جيد السيرة، عف السريرة، ذو رغبة في الخير وأهله، وسلوك على قويم محجته وسبله،
1 / 65