وحَماة وشَيْزَر مخصوصتان بكثرة النواعير العظام دون غيرهما من بلاد الشام، وما أحسن ما قال الشيخ جمال الدين بن نباتة في طرديته:
أحسِنْ بوجهِ الزمنِ الوسيم ... تعرف فيه نضرةَ النعيمِ
وحبذا وادي حَماة الرحبُ ... حيث زهى العيش به والعشبُ
أرض السناء والهناء والمرج ... والأمن واليمن ورايات الفرج
ذات النواعير سقاه الرب ... وأمهات عَصْفه والأبُّ
تعلمت نوحَ الحمام الهتف ... أيام كانت ذات فرع أهيف
لا عَيْب إلاّ أن معناها الهنى ... ينسى أخا الغربة حبّ الوطن
وكلها من الحنين قلب ... وكيف لا والماء فيها صب
لله ذاك السفح والوادي الفرد ... والماء معسول الرضاب مطرد
يصبو بها الرائي فكيف السامع ... ويحمد العاصي فكيف الطائع
1 / 55