309

Matalic Anwar

مطالع الأنوار على صحاح الآثار

Editsa

دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث

Mai Buga Littafi

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1433 AH

Inda aka buga

دولة قطر

قوله ﷺ: "إِنَّ وِسَادَكَ إِذًا لَعَرِيضٌ إِنْ كانَ الخَيْطُ الأبْيَضُ والْأَسْودُ تَحْتَهُ" (١)، وفي الحديث الآخر: "إِنْ أَبْصَرْتَ الخَيْطَيْنِ" (٢) كلاهما بكسر الهمزة للشرط (٣) ولا يصح الفتح، فإن كان مرويًّا فيخرج علي تقدير: إن وسادك إذًا لعريض من أجل أن أبصرت تحته الخيط الأبيض والأسود اللذين أراد الله تعالى، يعني: وإنك لم تبصر ذلك فوسادك إذًا غير عريض والذي أبصرت غير المراد بالخيطين.
وفي تفسير الأنعام: "يُسَيِّبُونَهَا لِطَواغِيتِهِمْ إِنْ وصَلَتْ إِحْدَاهُمَا بِالْأخْرى" (٤) بالفتح، بمعنى: من أجل، وبالكسر للشرط.
وفي إذا لم يشترط السنين في المزارعة: "وإنَّ أَعْلَمَهُمْ بِذَلِكَ أَخْبَرَنِي، يَعْنِي: ابْنَ عَبَّاسٍ" (٥) كذا لكافتهم وهو الصواب، وعند النَّسفي: "وأنِّي أَعْلَمُهُمْ بِذَلِكَ" خبرًا عن نفسه، والأول أوجه.
قوله: "وإِنّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ" (٦) قيل: معناه إذ (٧) شاء الله؛ لأنه ﷺ علي يقين من وفاته على الإيمان، والصواب أنه علي وجه من الاستثناء والشرط، ثم يختلف في معناه؛ لأن الاستثناء لا يكون في الواجب، وقيل: معناه: لاحقون بكم في هذِه المقبرة. وقيل: المراد امتثال قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ [الكهف:٢٣ - ٢٤]

(١) البخاري (٤٥٠٩) من حديث عدي بن حاتم.
(٢) البخاري (٤٥١٠).
(٣) في (د، أ، ظ): (للنسك).
(٤) البخاري (٤٦٢٣) من حديث أبي هريرة.
(٥) البخاري (٢٣٣٠).
(٦) "الموطأ" ١/ ٢٨ - ٢٩، مسلم (٢٤٩) عن أبي هريرة، ومسلم (٩٧٤) عن عائشة.
(٧) كذا في النسخ، وفي "المشارق" ١/ ١٢٣: إذا.

1 / 312