Matalib Saul
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
Nau'ikan
سمع الحسن ((عليه السلام)) كلامه أشرق عليه نور التأييد فاستخرج الجواب الحق بفهمه من خزانة علمه وأوضح لليهودي خطأ ظنه وخطل زعمه فقال: لو نظرت إلى ما أعد الله (تعالى) للمؤمنين الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع من نعيم الجنان والخيرات الحسان في الدنيا والآخرة مما لا عين رأت ولا اذن سمعت، لعلمت أنني قبل انتقالي إليه من هذه الدنيا في سجن ضنك، ولو نظرت إلى ما أعد الله لك ولكل كافر في الدنيا والآخرة من سعير نار الجحيم ونكال العذاب المقيم لرأيت أنك قبل مصيرك اليه الآن في جنة واسعة ونعمة جامعة.
فانظر إلى هذا الجواب الصادع بالصواب كيف تفجرت بمستعذبه عيون علمه واينعت بمستغربه فنون فهمه، فيا له جوابا ما أمتنه وصوابا ما أبينه وخطابا ما أحسنه صدر عن علم مقتبس من مشكاة نور النبوة وتأييد موروث من آثار معالم الرسالة.
الفصل السابع: في عبادته ((عليه السلام)):
اعلم وصلك الله بحبل تأييده (1) وأوصلك بلطفه إلى مقام توفيقه وتسديده أن العبادة تنقسم إلى ثلاثة أنواع: بدنية ومالية ومركبة منهما.
فالبدنية: كالصلاة والصيام وتلاوة القرآن وأنواع الاذكار.
والمالية: كالصدقات والصلات والمبرات.
والمركب منها: كالحج والجهاد والاعتمار.
وقد كان الحسن ((عليه السلام )) ضاربا في كل واحد من هذه الأنواع بالقدح الفائز والقدح الحائز.
أما الصلاة والاذكار وما في معناها فقيامه به مشهور واسمه في أربابها مذكور.
Shafi 232