185

Matalib Saul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

من السهر، الرهبانية عليهم لائحة والخشية لهم لازمة كلما ذهب منهم سلف خلف في موضعه خلف، أولئك الذين يردون القيامة وجوههم كالقمر ليلة البدر يغبطهم الأولون والآخرون لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

وقال ((عليه السلام)): المؤمن يرغب فيما يبقى ويزهد فيما يفنى يمزج الحلم بالعلم والعلم بالعمل بعيد كسله دائم نشاطه قريب أمله حي قلبه ذاكر لسانه، لا يحدث بما [لا] يؤتمن عليه الاصدقاء ولا يكتم شهادة الأعداء ولا يعمل شيئا من الخير رياء ولا يتركه حياء، الخير منه مأمول والشر منه مأمون إن كان في الذاكرين لم يكتب من الغافلين وإن كان في الغافلين كتب في الذاكرين، يعفو عمن ظلمه ويعطي من حرمه ويصل من قطعه ويحسن إلى من أساء إليه، لا يعزب حلمه ولا يعجل فيما يريبه بعيد جهله لين قوله قريب معروفه غائب منكره صادق كلامه حسن فعله مقبل خيره مدبر شره، في الزلازل وقور وفي المكاره صبور وفي الرخاء شكور لا يحيف على من يبغض ولا يأثم في من يحب ولا يدعى ما ليس له ولا يجحد حقا عليه يعترف بالحق قبل أن يشهد عليه لا يضيع ما استحفظ ولا يرغب فيما لا تدعوه الضرورة إليه، لا ينابز بالألقاب ولا يبغي على أحد ولا يهزأ بمخلوق ولا يضار بالجار ولا يشمت بالمصائب، مؤذن بأداء الأمانات مسارع إلى الطاعات محافظ على الصلوات بطيء عن المنكرات لا يدخل على الأمور بجهل ولا يخرج عن الحق بعجز، إن صمت فلا يغمه الصمت وإن نطق لا يقول الخطأ وإن ضحك فلا يعلو صوته سمعه ولا يجمح به الغضب ولا يغلبه الهوى ولا يقهره الشح ولا تملكه الشهوة، يخالط الناس ليعلم ويصمت ليسلم ويسأل ليفهم ينصت للخير ليعمل به ولا يتكلم به ليفخر على سواه، نفسه منه في عناء والناس منه في راحة يتعب نفسه لآخرته ويعصي هواه لطاعة ربه، بعده عمن تباعد منه نزاهة ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة، ليس بعده تكبرا ولا قربه خديعة مقتد بمن كان قبله

Shafi 194