176

Matalib Saul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

مستعمل، رويدك لا تشهر ووار شخصك لا تذكر، وتعلم تعلم واصمت تسلم، ولا عليك إذا عرفك الله دينه أن لا تعرف الناس ولا يعرفوك.

(النوع الثاني) في صفة الدنيا والتحذر منها.

قال ((عليه السلام)): احذركم الدنيا فإنها خضرة حلوة حفت بالشهوات وتحببت بالعاجلة وعمرت بالآمال وتزينت بالغرور، لا تؤمن فجعتها ولا يدوم خيرها، ضرارة غدارة غرارة زائلة بائدة أكالة غوالة لا تعدو إذا تناهت إلى أمنية أهل الرضا بها والرغبة فيها أن تكون كما قال الله عز وجل: كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح على أن امرأ لم يكن فيها من حبرة إلا أعقبته بعدها عبرة، ولم يلق من سرائها بطنا إلا منحته من ضرائها ظهرا ولم تطله فيها ديمة رخاء إلا هتنت عليه مزية بلاء! وحري إذا اصبحت له منتصرة أن تمسي له متنكرة فإن جانب منها اعذوذب واحلولى، أمر عليه جانب فأوبى، وإن لقى امرؤ من غضارتها رغبا زودته من نوائبها تعبا ولم يمس امرؤ منها في جناح امن إلا أصبح في حوافي خوف، غرور فانية، فان من عليها، من أقل منها استكثر مما يؤمنه ومن استكثر منها لم تدم له وزال عما قليل عنه، كم من واثق بها قد فجعته وذي طمأنينة إليها صرعته، وذي خدع قد خدعته وذي أبهة قد صيرته حقيرا وذي نخوة قد صيرته خائفا فقيرا، وذي تاج قد اكبته لليدين والفم، سلطانها دول وعيشها رنق وعذبها أجاج وحلوها صبر وغذاؤها سمام وأسبابها رمام، حيها بعرض موت وصحيحها بعرض سقم ومنيعها بعرض اهتضام، عزيزها مغلوب وملكها مسلوب وضيفها مثلوب وجارها محروب، ثم [من] وراء ذلك هول المطلع وسكرات الموت والوقوف بين يدي الحكم العدل، ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى، ألستم في منازل من كان أطول منكم أعمارا وآثارا وأعد منكم عديدا وأكثف جنودا وأشد منكم عتودا، تعبدوا للدنيا أي تعبد وآثروها أي إيثار، ظعنوا عنها بالصغار، فهل بلغكم أن الدنيا سخت لهم بفدية أو

Shafi 185