168

Matalib Saul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

يا أمير المؤمنين هذه يميني وشمالي بين يديك فاقطعهما أو فاقتلني، قال ((عليه السلام)): وكيف أقتلك ولا ذنب عليك ألا ولو أعلم أنك قاتلي لم أقتلك ولكن هل كانت لك حاضنة يهودية، فقالت لك يوما من الأيام يا شقيق عاقر ناقة ثمود قال: قد كان ذلك يا أمير المؤمنين فسكت ((عليه السلام)) وركب فلما كانت ليلة ثلاث وعشرين من الشهر، فقام ليخرج من داره إلى المسجد لصلاة الصبح وقال: إن قلبي ليشهد اني مقتول في هذا الشهر وفتح الباب فتعلق الباب بمئزره فجعل ينشد:

أشدد حيازيمك للموت فإن الموت لاقيك ولا تجزع من الموت إذا حل بواديك فخرج وقتل، وسيأتي شرح ذلك وبيان تمامه في الفصل الموضوع له إن شاء الله (تعالى).

وهذه من جملة الكرامات المضافة إليه ولم أصرف الهمة إلى تتبع ما نسب إليه من كراماته وما أكرمه الله (تعالى) به من خوارق عاداته لكثرة غيرها من مزاياه وتعدد مناقب مقاماته، من البحر الطويل:

إذا ما الكرامات اعتلى قدر ربها

وحل بها أعلى ذرى شرفاته

فإن عليا ذا المناقب والنهى

كراماته العليا أقل صفاته

الفصل العاشر: في فصاحته وجمل من كلامه ((عليه السلام)).

هذا فصل جمع القلم لاجتناء جنى فنونه سبحه واطلع الاستجلاء غرر عيونه صبحه وقرع باب الهداية إلى نيل شجونه فمنح فتحه وأسرع إلى ذي سلمة فنصر شرحه ونضد طلحه، فإنه فصل عظيم يشهد لعلي ((عليه السلام)) بفضل سابغ الأطراف والأهداب بالغ إلى الغاية في أصناف الآداب، قد احتوى على فصاحة ألفاظه وألفاظ فصاحته وارتوى من بلاغة معانيه ومعاني بلاغته وتضلع من براعة حكمه وحكم براعته، وتدرع بجزالة بيانه وبيان جزالته، وصدع بعظة زواجره وزواجر

Shafi 177