108

Matalib Saul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

ومقصر في النار، اليمين والشمال مضلة والطريق الوسطى هي الجادة عليها باقي الكتاب وآثار النبوة ومنها منفذ السنة وإليها مصير العاقبة هلك من ادعى وخاب من افترى وخسر من باع الآخرة بالأولى ولكل نبأ مستقر وكل ما هو آت قريب.

ومنه: لقد جاهرتكم العبر وزجرتم بما فيه مزدجر وما يبلغ عن الله [عز وجل] بعد رسل السماء إلا البشر، ألا وإن الغاية أمامكم وإن الساعة تحذركم تخففوا تلحقوا فإنما ينتظر بأولكم آخركم، فهذه الكلمات الناطقة بحقائق التوحيد الصادعة بالتصديق المصرحة بقواعد الإيمان المبينة عقائد المتقين، من تأملها ونظرها وأحاط بها علما وخبرها استيقن أن أمير المؤمنين عليا ((عليه السلام))، كان إمام المتكلمين في علوم التوحيد وأصول قواعد الدين، وكم مثل هذه من أخوات لها مخدرات لم أر الإطالة بسطرها ومقالات متبرجات صدفتني مخافة الملالة عن ذكرها ونشرها.

وأما علم الفروع فالعالم فيه قسمان احياء وأموات، فقسم يتعلق بالاحياء وهو أنواع من الاحكام وغيرها، وقسم يتعلق بالأموات وهو علم الفرائض وقسمة التركات. وباعتبار هذا التقسيم سمى النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) الفرائض نصف العلم حيث قال: «تعلموا الفرائض وعلموه فإنه نصف العلم وهو أول ما ينزع من أمتي» الحديث.

ولأمير المؤمنين في جميع ذلك قدم تحقيق راسخة في مقام الاعتبار، فأما علم الفرائض وقسمة التركات فله فيه من القضايا ما يحير العقول بالاتفاق، ويغني عن تعداد الصور الكثيرة فيه ذكر ما ظهر في الآفاق وانتشر عنه انتشار أشعة الشمس عند الإشراق.

فمن ذلك المسألة المعروفة بالدينارية وشرحها: أن امرأة جاءت إليه ((عليه السلام))، وقد خرج من داره ليركب فترك رجله في الركاب فقالت: يا أمير المؤمنين إن أخي قد مات وخلف ستمائة دينار وقد دفعوا

Shafi 117