102

Matalib Saul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

مستمرا في خدمته إلى كبره، وطالت مدة ملازمته واستمرت له أوقات صحبته، فإنه يبلغ من العلم مبلغا عظيما وينال فيه مقاما رفيعا.

فوضح بهذا النوع من الاستدلال بطريق الاجمال كمال علمه وعلو مقامه في فضله.

وقد صرح ((عليه السلام)) في مقالاته الصادرة منه وإشاراته المروية عنه، بما اقتبسه من مشكاة أنوار العلوم النبوية فقال مرة: سلوني عن طرق السماوات فإني أعرف بها من طرق الأرض، وقال مرة: لو شئت لأوقرت بعيرا من تفسير بسم الله الرحمن الرحيم، وقال مرة: لو كسرت لي الوسادة ثم جلست عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم، والله ما من آية أنزلت في بر أو بحر ولا سهل ولا جبل ولا سماء ولا أرض ولا ليل ولا نهار، إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وفي أي شيء نزلت.

أشار بهذا القول إلى علمه بأحكام هذه الكتب المنزلة، ولا يصدر هذا القول منه ((عليه السلام)) إلا وقد تضلع من أنواع العلوم وأقسام المعارف فهذا تقرير هذا الإجمال.

وأما القول في تفصيل علومه وتعيين فضائله، فاعلم أن العلوم تنقسم إلى أصول وفروع، فأما الأصول فالقائمون بها هم المتكلمون وأشهر فرقهم المعتزلة والأشاعرة والشيعة والخوارج وأئمة هذه الطوائف مرجعها إلى علي ((عليه السلام )).

أما المعتزلة فينسبون أنفسهم إليه، وأما الأشاعرة فإمامهم أبو الحسن كان تلميذا لأبي علي الجبائي المعتزلي وكان الجبائي ينسب نفسه إليه.

وأما الشيعة فانتسابهم إليه ظاهر وأما الخوارج رؤساؤهم وأكابرهم

Shafi 111