قال لي: «في كل العالم توجد عنصرية.»
لم نتحدث كثيرا معا، ولم أتأمل في ملامحهم كثيرا، كل واحد منهم يحمل قصة لسبب مجيئه إلى هنا.
بدأ صوت إطلاق عيارات من الجنود، قنابل مسيلة للدموع، فانطلقوا، وهم يرجمون حجارة ناحية الجدار، منهم من كان معه مقلاع، ومنهم من اكتفى بالتصوير. الصراخ والهتاف كان صاخبا، فوضى كبيرة. لكن دخان الغاز المسيل للدموع كان أكبر من المشهد. تفرقوا، وهربوا، جاء جدي بزجاجة كبيرة من الكالونيا، وصار يرش على وجوههم، وجاء رجال من الشرطة وأخذوهم بعيدا، رجع الجزائري إلي، وقال: «سوف نعود لا تقلقي.»
رغم أنه كان يتكلم معي باللغة العربية، غير أني لم أفهم بعضها، لأنه كان يتكلم بالفصحى.
النوم
الشيء الثالث الذي أتقنته من مراقبة شتلات الكرنب، النوم. كان يهاجمني دون ميعاد؛ كنت أصاب بالدهشة، حين أستيقظ وأجد نفسي في البيت، أقوم مفزوعة كيف وصلت إلى البيت؟ فيبتسم جدي، ويقول: «الحمار حملك إلى هنا.»
أخجل من نفسي، كيف لا أشعر بمن حولي وأنا نائمة!
أشعر أني أربي حدائق الأمل في شرفة النوم، وكنت أسأل صديقاتي هل ينمن كثيرا؟ كن لا يستغربن من سؤالي؛ لأنهن أيضا مثلي، معظم وقتهن نوم.
لماذا وأنا نائمة أشعر أني ألملم بقايا الرصاص في جيوبي! أحب النوم؛ لأني أشعر أن الجدار يتحول إلى عقد جميل فوق عنقي.
كل ما أحتاجه وأنا نائمة أن أجمع كل أسراري في علبة صغيرة، وألقيها بعيدا؛ لذلك أخشى أن يأتي أحد من عائلتي، ويسرق العلبة حين أتقلب، وأزيح غبار التعب عن مزرعتنا، أقاتل، وأقاتل ، أقفز، أغني، وفي كل لحظة يشاركني جواد، فارس الكالونيا، جزءا من حلمي. أشعر أن جسدي ينز عطرا.
Shafi da ba'a sani ba