من طول الانتظار تعلمت الأمل، النوم، الضحك، كنت أردد في نفسي الأمل، هو الشخص الناجح، هو الشخص الذي عاش عيشة جيدة، وضحك كثيرا وأحب الكثيرين، بالتأكيد يا ماسة، أقول لنفسي، الأولاد البيض، ذوو الوجوه الحمراء المنتفخة، أكثر سعادة منا؛ لأنهم لا يتعبون في التفكير، وفي الصباح تكون حقائبهم مليئة بالنقود، والخبز المحشو بالشكولاتة والجبنة الصفراء، كان الأمل الوحيد عندي، كيف ينجح مزيون في جلب نصف الأشياء من حقائب الأولاد. لم يسرق مزيون أبدا، ولكن كان يعد هؤلاء الأولاد البيض، بضمهم لفريق المسابقات في المدرسة، والفوز بمسابقة الجري السريع، والحصول على الميدالية، كان يسرح بهم وقتها، أغلبهم كان يتخيل نفسه حصل على الميدالية الكبيرة، وأمه ستفرح به، في نهاية الأمر. كانوا يعطون مزيون بعض الأشياء المكدسة في حقائبهم. حتى آمالنا تختلف. فنحن نرغب أن نأكل الخبز بالجبنة الصفراء، وهم أملهم أن يحصلوا على ميدالية، حتى في الخيال.
الأمل، حين قال المعلم: «الأمل يا أولاد أن تكونوا متفائلين، وتروا كل الأشياء بيضاء.»
آنذاك انتبه المدرس أني سوداء، فاعتذر، ولا أعلم لماذا، قال: «أقصد يا ماسة أكثر الأشياء لا بد أن تكون مثل النهار السعيد.»
ابتسمت في وجه المعلم ، وابتسم، وأشاح بوجهه إلى السبورة.
الأمل عندي هو قمة السعادة.
حين نجمع بقايا الطباشير آخر كل حصة، ينبغي ألا ينكشف أمرنا، لأن مزيون أسود، ولو أمسك الطباشير، فسوف يتلون بسرعة، ونحن بحاجة كبيرة لبقايا الطباشير.
جلب لنا جدي إلى البيت لوحا خشبيا أسود يشبه السبورة، واشترى لنا إصبعي طباشير بيضاويين، ولكن كل من في البيت مارسوا مهنة التدريس، فذابا بسرعة. كل يوم أنا ومزيون نجمع بقايا الطباشير، ونكتب كل شيء على اللوح الخشبي الأسود.
كنت ألعب كثيرا دور المعلم، وكل العائلة تستمع إلي، والأمل الذي كنت أعيش عليه في تلك اللحظة، أن يكون عندنا طباشير أبيض.
عفوت عن المعلم، وصرت أعتبر اللون الأبيض هو التفاؤل.
شتلات الكرنب فقط تحتاج للون الأبيض، كيف لي أن أدخل هذا اللون إلى مزرعتنا؟
Shafi da ba'a sani ba