فيدرا :
احملنني يا صديقاتي، وأسندن رأسي؛ فقد خارت قواي. وأنت يا من تقومين على خدمتي أمسكي بيدي النحيلتين. ما أثقل هذا الرداء! إن رأسي يحمله بمشقة، انزعوه عني حتى تسترسل هذه الخصلات المجعدة. ويلاه!
المربية :
تشجعي يا ابنتي، ولا تضني أطرافك الضعيفة بهذه الحركة وهذا الضجر، فإنك لو استقررت في هدوء وسلحت بالصبر فؤادك، كان المرض عليك أخف وطأة. فليس في هذه الدنيا الفانية من يخلو من مكافحة الآلام.
فيدرا :
كم أتمنى أن أتجرع الماء البارد من النبع الصافي، وأن يضجع رأسي فوق الشاطئ المعشب تحت ظلال أشجار الحور.
المربية :
ماذا تعنين بهذا التمني، لا تبوحي بمثل هذه الكلمات للكثير؛ فإنها تنم عن اضطراب شديد.
فيدرا :
احملوني إلى الجبل، إلى أشجار الصنوبر؛ فإني إلى الغابة أريد أن أذهب، حيث الكلاب سريعة العدو تطارد الغزلان المرقشة. أقسم بالآلهة أني أتوق إلى تحية كلاب الصيد، وأن ألوح فوق خصلات شعري اللامعة بسهم من تساليا، وأن أمسك بالحربة المدببة بين يدي.
Shafi da ba'a sani ba