133

Maslak a Farkon Addini

المسلك في أصول الدين

في التبليغ لا غير ، ومنهم من عصمه مع ذلك عن الكبائر ، والحق أنه معصوم عن الكل في حال النبوة وقبلها. وهل هو معصوم عن السهو أم لا؟ فيه خلاف بين أصحابنا ، والأصح القول بعصمته عن ذلك كله.

لنا : لو جاز شيء من ذلك لجاز تطرقه إلى التبليغ لكن ذلك محال ، ولأن (3) مع تجويز ذلك يرتفع الوثوق بخبره ، فينتقض الغرض المراد بالبعثة. وأما قبل النبوة فهو معصوم عن تعمد المعصية صغيرة كانت أو كبيرة ، ويدل عليه من القرآن قوله : ( لا ينال عهدي الظالمين ). (4)

وقد سئل بعض أساتيذنا رحمة الله عليه : عن تقريب دلالة الآية على عصمة الإمام [حتى بالنسبة إلى قبل الإمامة] فأجاب : إن الناس بحسب القسمة العقلية على أربعة أقسام : من كان ظالما في جميع عمره ، ومن لم يكن ظالما في جميع عمره ، ومن هو ظالم في أول عمره دون آخره [أي إمامته] ، ومن هو بالعكس [أي من هو ظالم في آخر عمره حين إمامته ، دون أوله قبل إمامته] وإبراهيم عليه السلام أجل شأنا من أن يسأل الله الإمامة للقسم الأول والرابع من ذريته ، فيبقى قسمان ، وقد نفى الله أحدهما ، وهو الذي يكون ظالما في أول عمره دون آخره ، فبقي الآخر ، وهو الذي يكون غير ظالم في جميع عمره. انتهى كلام الميزان 1 / 277.

ويظهر من المؤلف ره أن العهد في الآية الكريمة يشمل عهد النبوة كما هو شامل لعهد الإمامة ، فالآية بمنزلة القاعدة الكلية طبقت في المورد على الإمامة. فتأمل.

Shafi 155