لكن المنزل كان دافئا. ربما استيقظا منذ فترة وقاما بتشغيل جهاز التدفئة، ثم عادا إلى الفراش. ربما تركا جهاز التدفئة يعمل طوال الليل، على الرغم من أنهما كانا يبدوان بالنسبة لبيج أكثر اقتصادا من ذلك. وضعت البيض على الطاولة إلى جانب الحوض. كان تصميم المطبخ يكاد يتطابق مع تصميم مطبخها. لاحظت تراص بعض الأطباق، مشطوفة، لكنها غير مغسولة، كما لو كانا قد تناولا شيئا قبل أن يخلدا إلى الفراش.
نادت مرة أخرى عند عتبة غرفة المعيشة.
كانت غرفة المعيشة مرتبة على نحو رائع. كانت تبدو لبيج منظمة أكثر مما ينبغي، لكن ذلك ربما - مثلما قالت لروبرت - كان هو المظهر الذي من المفترض أن تكون عليه غرفة معيشة زوجين متقاعدين بالنسبة إلى امرأة اعتادت على وجود أطفال حولها. لم تجد بيج في حياتها قط نظاما حولها بقدر ما كانت تريد، في ظل انتقالها من منزل عائلتها حيث كان هناك ستة أطفال إلى منزل مزدحم بمزرعة أهل زوجها، الذي زادت ازدحامه بأطفالها. كانت قد حكت لروبرت قصة طلبها قطعة جميلة من الصابون لاستخدامها في الكريسماس، صابونة قرنفلية اللون عليها ورود بارزة. حصلت على قطعة الصابون، واعتادت على إخفائها بعد كل استخدام بحيث لا تتشقق ولا تبلى، على النحو الذي كان يحدث للصابون في ذلك المنزل. كانت ناضجة بما يكفي في ذلك الوقت، أو هكذا كانت تظن.
كانت قد نفضت الثلج عن حذائها طويل العنق في غرفة الخدمات. على الرغم من ذلك، ترددت في السير عبر بساط غرفة المعيشة النظيف، ذي اللون البيج الفاتح. نادت مرة أخرى. استخدمت في ندائها الأسماء الأولى للزوجين ويبل، التي كانت تكاد تعرفهما. والتر ونورا. كانا قد انتقلا إلى هنا في أبريل الماضي، ومنذ هذا الحين، خرجا في رحلتين؛ لذا لم تشعر أنها كانت تعرفهما جيدا على الإطلاق، لكن بدا سخيفا أن تنادي: «السيد والسيدة ويبل. هل استيقظتما، أيها السيد والسيدة ويبل؟»
لا إجابة.
كان لديهما سلالم تفضي إلى أعلى من غرفة المعيشة، مثلما كان الحال لدى منزل بيج وروبرت. سارت بيج عبر البساط النظيف، فاتح اللون إلى أسفل السلم، الذي كان مفروشا بالبساط نفسه. بدأت في صعود السلالم. لم تناد مرة أخرى.
لا بد أنها اكتشفت الأمر آنذاك وإلا كانت ستنادي. كان ذلك هو الأمر الطبيعي، أن تظل تنادي كلما اقتربت من مكان نوم من تنادي عليهم. لتنبيههم. ربما كانا يغطان في نوم عميق. ربما كانا ثملين. لم تكن هذه هي عادة الزوجين ويبل، بقدر ما كان الجميع يعرف، لكن لم يكن ثمة أحد يعرفهما جيدا؛ شخصان متقاعدان تقاعدا مبكرا. كان هو محاسبا، وكانت هي مدرسة. كانا يعيشان في هاملتون. كانا قد اختارا جيلمور لأن والتر ويبل كان لديه عم وعمة يعيشان هنا، وكان قد زارهما عندما كان طفلا. كلاهما ميت الآن، العم والعمة، لكن يبدو أن المكان كان يحمل ذكريات سارة له. وكان المنزل رخيصا؛ كان المنزل أرخص بالتأكيد من أي منزل آخر كانا لا يستطيعان تحمل تكلفته. كان ينويان إنفاق أموالهما في السفر. فليس لديهما أطفال.
لم تناد، لم تتوقف ثانية. صعدت السلالم ولم تنظر حولها وهي تصعد؛ كانت تنظر أمامها مباشرة. كان أمامها الحمام، بابه مفتوح. كان نظيفا وخاليا.
استدارت عند قمة السلالم تجاه غرفة الزوجين ويبل. لم تكن قد صعدت إلى الدور العلوي من قبل في هذا المنزل، لكنها كانت تعرف مكان غرفة النوم. كانت الغرفة الممتدة في الواجهة، ذات النافذة الواسعة المطلة على الشارع.
كان باب تلك الغرفة مفتوحا. •••
Shafi da ba'a sani ba