كان موضوع روس أحد الأشياء القليلة التي تجعل وجهها يعبس. ذلك، وطلبات رفقائها من الرجال وتصرفاتهم الغريبة، عندما يبدءون في فقدان بريقهم.
هل كان إيدي على وشك أن يفقد بريقه؟
قالت سيلفيا: «أقول له إنه يشعر بأنه تملكني.» ثم أخبرت كولن مزحة كانت منتشرة في المستشفى، عن رجل أسود ورجل أبيض في المبولة.
قال كولن: «إذا كنت تعملين في المناوبة الأولى ... فكيف تعرفين متى يستيقظ روس؟» «يوجد من يشتكي من روس، أليس كذلك؟» «حسنا. يقولون إنه لا يحافظ على مواعيد العمل.» «سيكتشفون مزاياه بأنفسهم. إذا كان لديهم أي شيء ميكانيكي أو كهربي تعطل لسبب ما، فسيسرهم أن يستعينوا بروس. يمتلك روس عقلا لا يقل في رجاحته عن عقلك، لكنه يعمل في اتجاه مختلف.»
قال كولن: «لن أجادل بشأن ذلك ... لكن عمله هو تنظيف الأرضيات.»
قالت جلينا إن السبب في أن سيلفيا تقول إن روس عبقري - بغض النظر عن كونه ماهرا حقا فيما يتعلق بالمحركات - هو أنه يمتلك الجانب الآخر من العبقرية؛ فهو شارد الذهن وغير نظيف بشكل كامل. كان يسترعي الانتباه إليه. كان غريبا، وهذا هو الشكل الذي من المفترض أن يكون عليه العبقري. لكن ذلك في حد ذاته، مثلما قالت جلينا، لا يعتبر دليلا كافيا على عبقريته.
ثم كانت تقول دوما: «مع ذلك، أحب روس. لا يملك المرء إلا أن «يحبه». أحبه وأحب أمك. أحبها أيضا.» كان كولن يعتقد أنها تحب روس. لكنه لم يكن واثقا مما إذا كانت تحب أمه أم لا.
كانت أمه تقول له: «لن أذهب إلى منزلك يا كولن إلا عندما أدعى إلى ذلك ... صحيح أن هذا منزلك، لكنه منزل جلينا أيضا. على الرغم من ذلك، أنا سعيدة أن روس مرحب به هناك.»
قال كولن: «ذهبت إلى المكتب الأمامي اليوم ... وكان هناك ديفيدسون ينظر خارج النافذة.» لم يكن يعلم ما إذا كان ينبغي أن يخبر أمه أم لا عن أمر القبعتين. مثلما هي العادة، أرادها أن تنزعج قليلا بشأن روس، وإن لم يكن يريدها أن تنزعج كثيرا. بدا مشهد روس وهو يعمل هناك، حاملا المقص الكهربي، وحده تماما في فناء المدرسة - معتمرا قبعة قش قرنفلية واسعة فوق قبعة رياضية لينة - بالنسبة لكولن مشهدا جديدا، مشهدا مزعجا جديدا. كان قد رأى روس مرتديا ملابس غريبة من قبل؛ رآه ذات مرة مرتديا باروكة سيلفيا الشقراء في السوبر ماركت. كان ذلك متعمدا أكثر من مظهره اليوم، وبالتأكيد مضحكا أكثر، من وجهة نظر روس بالطبع. اليوم أيضا، ربما كان روس يفكر في جميع الأطفال الذين كانوا يشاهدونه من خلف النوافذ، والمعلمين وموظفات الآلة الكاتبة وديفيدسون وأي شخص آخر كان مارا. لكنه لم يكن يفكر فيهم تحديدا. كان ثمة شيء فيما قام به روس اليوم يوحي بتزايد عدد جمهوره وعدم وضوح ملامحهم؛ شمل جمهوره البلدة كلها، العالم كله، ولم يكن روس مباليا لكل هذا. إشارة ما، هكذا حدث كولن نفسه. لم يكن يعلم إشارة إلى ماذا؛ مجرد إشارة إلى أن روس كان يمضي قدما في الطريق الذي كان يمضي فيه.
لم يبد أن سيلفيا كانت تعبأ بهذا الجزء من القصة. كانت منزعجة، لكن لسبب آخر. «قبعتي. سيفقدها بالتأكيد. سأعنفه بشدة. سأعاقبه بعنف. ربما لا تبدو القبعة ذات قيمة كبيرة، لكنها مهمة بالنسبة لي.» •••
Shafi da ba'a sani ba