في لحظة، تخرج ستيلا معها منشفة ملفوفة حولها، وهي تقول: «أين شرابي؟» الأطراف العليا من المنشفة مطوية معا تحت أحد ذراعيها، والأطراف السفلى تتدلى بشكل غير محكم. تتناول شرابا من مزيج من ماء الصودا والجين. «سأتناوله وأنا أرتدي ملابسي. لدي ثوبان صيفيان جديدان، أحدهما بلون برتقالي مائل للحمرة والآخر فيروزي. أستطيع أن أمزج بين الملابس. في كلتا الحالتين، سأبدو رائعة.»
تخرج كاثرين من غرفة المعيشة لتناول شرابها، وتأخذ أول رشفتين كما لو كانت تتناول كوبا من الماء.
تقول في حماس خفيف: «أنا معجبة بهذا المنزل ... معجبة فعلا. منزل في منتهى البساطة والتواضع. مليء بالضوء. كنت أحاول أن أفكر بم يذكرني، والآن أعرف. هل شاهدت قط فيلم إنجمار بيرجمان القديم، ذلك الذي تعيش عائلة فيه في منزل صيفي على جزيرة؟ منزل متهالك جميل. جن جنون الفتاة. أتذكر أنني كنت أحدث نفسي قائلة وقتها، هكذا يجب أن تكون المنازل الصيفية، وهي لا تبدو كذلك أبدا.»
يقول ديفيد: «الفيلم الذي كان الرب فيه على هيئة هليكوبتر ... وكانت البنت تعبث مع أخيها في قاع المركب.»
تقول ستيلا من الجانب الآخر لحائط غرفة النوم: «لم نمر بشيء مثير هنا ... لا أستطيع أن أقول إنني أحببت يوما أفلام بيرجمان. كنت أظنها دوما أفلاما تتسم بالكآبة وتتناول الاضطرابات النفسية.»
يقول ديفيد لكاثرين: «تنتشر الأحاديث هنا سريعا ... هل تلاحظين كيف لا يبلغ أي من التقسيمات الداخلية هنا السقف؟ اللهم إلا غرفة النوم، نشكر الرب. يساعد هذا على وجود حياة عائلية على نحو كبير.»
تقول ستيلا: «متى كنا أنا وديفيد نريد قول شيء خاص، كنا نضطر إلى أن نخفي رءوسنا تحت الأغطية.» تخرج من غرفة النوم مرتدية بنطالا فيروزيا ضيقا وبلوزة بلا أكمام. توجد زهور وسعف نخيل فيروزية على البلوزة على خلفية بيضاء. على الأقل، تبدو ستيلا مرتدية صدرية. يمكن رؤية حمالة فاتحة اللون، منغرسة في لحم كتفها.
تقول: «أتذكر في إحدى الليالي عندما كنا في الفراش ... وكنا نتحدث عن شراء سيارة جديدة، وكنا نتساءل عن عدد الأميال التي تقطعها سيارة بها جالونات وقود عددها كذا، لا أذكر كم تحديدا. حسنا، كان أبي دوما مولعا بالسيارات، كان يعرف كل شيء، وفجأة سمعناه يقول: «ثمانية وعشرين ميلا للجالون الواحد»، أو أيما كان ما قال، كما لو كان يجلس هناك على الجانب الآخر من الفراش. بالطبع، لم يكن موجودا، كان يرقد في الفراش في غرفته. لم يكترث ديفيد كثيرا لذلك، واكتفى بالرد قائلا: «أوه ، شكرا سيدي.» كما لو كان أبي جزءا من حديثنا كله!» •••
عندما خرج ديفيد من متجر الخمور، في القرية، كانت ستيلا قد فتحت نافذة السيارة وكانت قد بدأت في الحديث مع زوجين قدمتهما إليه باسم رون وماري. كانا في منتصف الستينيات تقريبا من عمرهما، لكن كانا حسني المظهر وذوي بشرة داكنة. كانا يرتديان بنطالين عليهما نقوش مربعة، وقميصين ثقيلين طويلي الأكمام أبيضي اللون، وقبعتين عليهما نقوش مربعة.
يقول رون: «سررت لمقابلتك ... إذن أنتما هنا لتريا كيف يعيش الأشخاص البارعون!» يمتلك صوتا مبتهجا يوحي بضربات الملاكمة الخادعة، واللكمات المراوغة. «متى ستتقاعدان وتأتيان هنا وتنضمان إلينا؟»
Shafi da ba'a sani ba