لاحظت أنهم لم يزيلوا ورق الحائط تماما قبل الرسم. في الركن، كان ثمة بعض ورق الحائط في نفس لون الورق وطرازه على الجدران الأخرى، طراز حداثي من الفقاعات القرنفلية، والرمادية، والموف المتقاطعة. يبدو أن الرجل من تورونتو استخدم ورق الحائط هذا. لم يكن ورق الحائط القديم قد أزيل عندما ألصق ورق الحائط الجديد هذا. كنت أستطيع أن أرى حوافه، زهور القنطريون العنبري على خلفية بيضاء.
قال بوب ماركس في نبرة مألوفة لدي: «أظن أنهم كانوا يمارسون الجنس هنا.» تلك النبرة المتوترة، الحزينة، غير المريحة، لكن الواثقة. الشهوة غير الودودة تماما للرجال الوقورين الذين هم في منتصف العمر.
لم أقل شيئا. نظرت في بعض ورق الحائط المغطى بالفقاعات لأرى المزيد من زهور القنطريون العنبري. فجأة، لمحت جزءا مفكوكا من ورق الحائط، ومزقت جزءا كبيرا منه. لكن ها هي زهور القنطريون العنبري تظهر، أيضا، وكم من عجينة اللصق الجافة.
قلت له: «لماذا؟ قل لي لماذا لا يستطيع أي رجل أن يذكر مكانا كهذا دون أن يشير إلى موضوع الجنس في أقل من ثانيتين؟ ليس على المرء إلا ذكر كلمتي «هيبيز» أو «كوميون»، ثم سرعان ما يفكر الرجال في المضاجعة! كما لو كان لا يوجد وراء الإشارة إلى ذلك إلا العربدة واختلاط الأجساد والمضاجعة بلا توقف! أشعر بالغثيان من ذلك؛ إن الأمر برمته غاية في الغباء لدرجة تجعلني أشعر بالغثيان!» •••
في السيارة، في الطريق إلى المنزل من الفندق، جلسنا مثلما كنا نجلس من قبل؛ الرجال في المقاعد الأمامية، والنساء في الخلف. كنت أجلس في المنتصف، بيرل وأمي تجلسان على جانبي. كان جسداهما الدافئان يضغطان على جسدي، وكانت رائحتهما تطغى على روائح أشجار الأرز التي كنا نمر عبرها، والمستنقعات، حيث تعجبت من وجود زنابق الماء هناك. كانت تفوح من بيرل جميع روائح تلك الأشياء الموجودة في أوعية وزجاجات المكياج. كانت تفوح من أمي رائحة الدقيق والصابون والكريب الدافئ لثوبها الجميل والكيروسين الذي كانت تستخدمه لإزالة البقع.
قالت أمي: «وجبة رائعة، شكرا بيرل . شكرا، سيد فلورنس.»
قال أبي: «لا أعرف من سيصلح لحلب اللبن، بعد أن أكلنا على هذا النحو الفخم.»
قالت بيرل، على الرغم من أن أحدا لم يذكر ذلك: «على ذكر المال، هل تمانعين في أن تخبريني ماذا فعلت بأموالك؟ أنا استثمرت أموالي في العقارات. بالاستثمار في العقارات في كاليفورنيا لا يمكن للمرء أن يخسر. أعتقد أن بإمكانك شراء موقد كهربي؛ حتى لا تزعجك عملية إشعال النيران في الصيف أو تتعبي نفسك في استخدام موقد الكيروسين.»
ضحك جميع من كان في السيارة، حتى السيد فلورنس.
قال أبي: «هذه فكرة جيدة يا بيرل. يمكن أن نستخدمه لوضع الأشياء عليه حتى تتوفر لدينا الكهرباء.»
Shafi da ba'a sani ba