186

ذهبت إلى متجر المشروبات الكحولية، واشترت هذه المرة شامبانيا. لمدة شهر - كان الوقت لا يزال صيفا - عاد كل منهما إلى الآخر وكانا سعيدين جدا. لم تعرف قط حقيقة ماذا جرى في منزل جينفيف. قال دان إنه كان يمر بأزمة منتصف العمر، هذا كل ما في الأمر. ثاب إلى رشده. كانت حياته هنا، معها ومع روبين.

قالت ترودي: «تتحدث مثلما في عمود النصائح الزوجية.» «حسنا. انسي الأمر برمته.»

قالت: «يستحسن هذا.» كانت تستطيع تخيل الأطفال، الفوضى، الأصدقاء - الرفقاء القدامى، ربما - الذين لم يكن مستعدا للتعامل معهم. نكات وآراء لا يمكنه فهمها. كان هذا ممكنا. الموسيقى التي كان يحبها، الطريقة التي كان يتحدث بها - حتى شعره ولحيته - ربما لا تساير الجو العام هناك.

كانا يذهبان في رحلات عائلية، نزهات. كانا يرقدان على الحشائش خلف المنزل ليلا، يتطلعان إلى النجوم. كانت النجوم موضع اهتمام جديد لدان، كان لديه خريطة لها. كانا يتحاضنان، ويقبل أحدهما الآخر، كثيرا، وجربا أشياء جديدة - أو أشياء لم يفعلاها منذ وقت طويل - عندما كانا يتضاجعان.

في هذا الوقت، كان الطريق أمام منزل يرصف. كانا قد شيدا منزلهما على جانب تل على حافة البلدة، وراء المنازل الأخرى، لكن الشاحنات كانت تستخدم هذا الطريق كثيرا، متجنبة الشوارع الرئيسية؛ لذا كانت البلدة تتولى رصفه. اعتادت ترودي جدا على الضوضاء والاهتزاز المستمر، حتى إنها كانت تقول إنها كانت تشعر بنفسها تهتز طوال الليل، حتى عندما يكون كل شيء ساكنا. كان العمل يبدأ في الساعة السابعة صباحا. كانا ينهضان وسط كم كبير من الضوضاء. كان دان يجر نفسه جرا من الفراش آنذاك، مفتقدا ساعة النوم التي كان يحبها أكثر من أي ساعة أخرى. كان ثمة رائحة وقود ديزل في الهواء.

استيقظت ذات ليلة لتجده غير موجود في الفراش. أنصتت لتسمع ما إذا كان هناك صوت ضوضاء في المطبخ أو غرفة النوم، لكنها لم تستطع أن تسمع شيئا. نهضت وتجولت عبر المنزل. لم يكن ثمة أي ضوء مضاء. وجدته جالسا في الخارج، خارج باب المنزل، لا يتناول شرابا أو كوبا من اللبن أو قهوة، جالسا وظهره إلى الشارع.

نظرت ترودي إلى الأرض المكسرة وإلى الآلات الكبيرة المنتظرة. وقالت: «أليس الهدوء رائعا؟»

لم يقل أي شيء.

أوه. أوه.

أدركت ما كانت تفكر فيه عندما وجدت مكانه في الفراش خاليا ولم تستطع سماعه في أي مكان في المنزل. ليس الأمر أنه تركها، لكنه فعل ما هو أسوأ. كانت تظن أنه تخلص من نفسه. من كل سعادتهما، وأحضانهما، وقبلاتهما، ونجومهما، ونزهاتهما.

Shafi da ba'a sani ba