أصابت الدهشة والدي أيضا. خرجت بيرل من السيارة وطلبت من أبي أن يركب في المقعد الأمامي؛ نظرا لوجود مساحة كافية يستطيع وضع قدميه فيها. انتقلت إلى الخلف، مع أمي ومعي. توجه السيد فلورنس مرة أخرى إلى طريق بحيرة بيل، وأعلنت بيرل أننا جميعا ذاهبون إلى فندق وايلدوود لتناول الغداء.
قالت: «ترتدون جميعا أجمل الثياب، لم لا ننتهز هذه الفرصة؟» ثم قالت مؤكدة على أن ذلك بمنزلة مصدر متعة لهما دائما، هي والسيد فلورنس: «أوصلنا الصبيين إلى منزل جيرانكم. أعتقد أنهما أصغر من أن يستمتعا بوقتهما معنا. كان الجيران سعداء بوجودهما معهم.»
قال أبي: «حسنا، لكن،» ربما لم يكن يملك خمسة دولارات في جيبه. «حسنا، لكن، هل يسمحون بدخول المزارعين هناك أم لا؟»
أطلق عدة نكات في هذا الاتجاه. في غرفة الطعام في الفندق، التي كان كل شيء فيها باللون الأبيض - مفارش مائدة بيضاء، مقاعد مطلية باللون الأبيض - وتحتوي على أباريق مياه زجاجية، ومراوح عالية تحدث طنينا، تناول أبي فوطة مائدة بحجم حفاضة وتحدث إلي في صوت هامس مرتفع: «هل يمكن أن تخبريني ماذا يفعل المرء بهذا الشيء؟ هل أستطيع أن أضعها على رأسي حتى أتجنب تيار الهواء؟»
بالطبع، كان قد تناول الطعام في قاعات طعام فنادق من قبل. كان يعلم كيفية استخدام فوط المائدة وشوك الحلوى. وكانت أمي تعلم؛ فلم تكن أصلا امرأة ريفية. لكن هذه كانت مناسبة كبيرة. لم تكن متعة ترفيهية تماما - مثلما كانت بيرل تقصد - لكنها كانت مناسبة كبيرة، مزعجة. فالطعام يقدم في مكان عام، على مسافة أميال قليلة من المنزل، وفي قاعة كبيرة ممتلئة بالناس الذين لا يعرفهم المرء، ويقدم الطعام شخص غريب، فتاة تبدو فظة؛ ربما لأنها طالبة جامعية تعمل في وظيفة صيفية.
قال أبي: «أرغب في تناول لحم الديك. كم من الوقت يظل الديك في القدر؟» كان من قبيل الأسلوب المهذب، مثلما كان يعرف ذلك، أن يمزح مع الأشخاص الذين كانوا يقدمون له الطعام.
قالت الفتاة: «أستميحك عذرا!»
قالت بيرل: «دجاج مشوي. هل يناسب هذا الجميع؟»
كان السيد فلورنس يبدو واجما. ربما لم يكن يأبه بالنكات عندما كان ماله هو الذي ينفق. ربما كان ينتظر أن تملأ الأكواب بشيء أفضل من مياه مثلجة.
وضعت النادلة طبقا من الكرفس والزيتون، وقالت أمي: «دقيقة واحدة حتى أؤدي صلاة ما قبل الأكل.» أحنت رأسها وقالت في هدوء لكن بصوت مسموع: «بارك يا رب هذا الطعام الموضوع على هذه المائدة، وامنح خلاصا ونعمة وبركة وطهرا لكل المتناولين منه، نعمله لمجد اسمك القدوس، آمين.» منتشية، استقامت في جلستها ومررت الطبق إلي، قائلة: «احذري من الزيتون؛ يوجد به نوى.»
Shafi da ba'a sani ba