هذا وقد حضرته في دروسه العامة في الأزهر المعمر في كتاب منتهى الإرادات مع حواشيه وشروحه وتحريراته بقراءة الشيخ إسماعيل والشيخ إبراهيم الحنبليين القاطنين الآن في نواحي جنين. وأجازني لفظا وكتابة بسائر مروياته سنة إحدى وسبعين وألف.
محمد بن بدر الدين بن بلبان البعلي الحنبلي
ومنهم محمد بن بدر الدين بن بلبان البعلي الأصل الدمشقي الصالح، الحنبلي المذهب، المعمر، أحد الأئمة الزهاد من كبار أصحاب الشهاب ابن أبي الوفا الوفائي الحنبلي وكان يقرئ في المذاهب الأربعة، وسمع الحديث ببعلبك، وبدمشق على الشهاب العيثاوي الكبير والشمس الميداني وأفتي وانتهت إليه رئاسة العلم بالصالحية بعد وفاة الشيخ علي القبردي، وكان عالما ورعا عابدا، قطع أوقاته في العلم والكتابة والدرس والطلب، حتى مكن الله محبته من القلوب والخاص والعام، وكان يورد كلام أبي الحسن علي بن أحمد الزيدي نسبة لزيد بن علي بن علي وهو قوله: اجعلوا النوافل كالفرائض والمعاصي كالكفر، والشهوات كالسم، ومخالطة الناس كالنار، والغذاء كالدواء. وكانت أوقاته منقسمة إلى صلاة وقراءة قرآن وإقراء. وانتفع به خلق كثيرون. وممن أخذ عنه الإمام محمد بن محمد بن سليمان والشيخ عبد القادر بن عبد الهادي. وولي خطابة الجامع المظفري المعروف بالحنابلة.
ولد سنة ١٠٠٦ للهجرة ألف وست وكانت وفاته سنة ثلاث وثمانين وألف.
هذا وقد حضرته في الدروس الفرادية. وأجازني لفظا وكتابة بما تجوز له روايته رحمه الله تعالى.
الشيخ محمد بن أحمد العمري
ابن عبد الهادي
ومنهم الشيخ محمد بن أحمد بن محمد العمري المعروف بابن عبد الهادي الدمشقي الصوفي، الشيخ البركة المعمر بقية السلف وكان من خير خلق الله، مهاب الشكل، عليه نور الولاية والصلاح، وكان عالما بالعقائد والتصوف وكلام القوم، حسن الفهم، وانتفع به خلق، متواضعا، ولم يكن أحد أصبر منه على الفاقة، وله وقائع وكرامات جدا، وكان يستسقى به الغيث، وللناس فيه الاعتقاد العظيم الواقع في محله.
ولد سنة ست وألف. وتوفي سابع صفر الخير سنة ثمان وتسعين وألف. ودفن بمقبرة الفراديس.
هذا وقد حضرت غالب مجالسه في الحديث والوعظ والتصوف، وأجازني بما تجوز له روايته ﵀ رحمة واسعة آمين.
الشيخ رمضان بن موسى
العطيفي
ومنهم الشيخ رمضان بن موسى بن أحمد المعروف بابن عطيف، الدمشقي الحنفي، كان صاحب فنون، أديبا فقيها نحويا، فائقا بارعا، حسن المعاشرة، لطيف المنادمة، له رواية الشعر وأيام العرب وأخبار الملوك والشعراء، له مشايخ. منهم: الشيخ رمضان العكاري، والعمادي، والشيخ مصطفى المحبي وغيرهم، وتصدر للإقراء في جامع السنانية والدرويشية، وانتفع به خلق كثير، وله تعليقات ورسائل كثيرة، وأخذ عن والدي علوم العربية والحديث.
ولد في شهر رمضان سنة تسع عشرة وألف. وتوفي نهار الخميس عاشر جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين وألف. ودفن بمقبرة باب الصغير بمسجد النازنج.
وقد حضرته في دروسه في العربية وفقه السادة الحنفية، وقرأت عليه مقدمات كثيرة في النحو، كالآجرومية وشروحها وحواشيها، والقواعد وشروحها، وغير ذلك من كتب العربية، وتحريرات له على مغني اللبيب، ولازمته وقتين من كل نهار، خصوصا حال ابتدائي وشبابي، وانتفعت منه كثيرا، وتخرجت عليه والله الحمد. ﵀ وأخاه الشيخ حسن رحمة واسعة.
الشيخ رجب بن حسين بن علوان الحموي
ومنهم الشيخ رجب بن حسين بن علوان الحموي الأصل، الدمشقي الميداني، الشافعي الفرضي، الفلكي، أعجوبة الزمان في العلوم الغربية، وكان لديه منها فنون عديدة، خصوصا العلوم الرياضية كالفرائض والحساب والفلك والهيئة والموسيقى. معظم أخذه لهذه العلوم في رحلته إلى القاهرة ثم عاد لدمشق وانتفع به خلق كثيرون من أهل عصره، وكان يتجر وله إيثارات توفي سنة سبع وثمانين وألف.
هذا وقد قرأت عليه كتاب النزهة والمرشدة في علم الغبار، وكتاب الرحبية في الفرائض وشروحها، وحصة كثيرة من شرح الترتيب في الفرائض والحساب، وغير ذلك من كتب الفرائض للبسط وابن الهايم، وانتفعت منه انتفاعا كثيرا. وجزاه الله خيرا ورحمه رحمة واسعة.
الشيخ محمد بن أحمد الأسطواني
1 / 7