Mashariq Anwar Al-Uqul
مشارق أنوار العقول
Nau'ikan
ه ومن كلام هذين الإمامين الجليلين المنصفين يتضح لكل من طلب الحقيقة أن مذهب القائلين بخلود أهل الكبائر في النار هو مذهب السلف الصالح وأن القول بخلافه يتعارض مع النصوص القرآنية القاطعة والمنصف يدرك أنه لا متعلق للقائلين بالخروج من النار في الآيات الكريمة إذ لا إشارة في القرآن على الخروج فضلا من الدلالة البينة عليه أما الروايات التي يتعلقون بها فهي - مع مخالفتها لمدلول الكتاب - معارضة بأحاديث لا تقل عنها كثرة ولا تضعف عنها قوة وإلى القارئ الكريم أمثلة منها:
1- روى أحمد البزار والحاكم والنسائي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر) وفي رواية (ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة مدمن الخمر والعاق لوالديه والديوث وهو الذي يقر السوء في أهله).
2 - روى الشيخان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله (من شرب الخمر في الدنيا يحرمها في الآخرة).
3 - روى البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (من استرعاه الله رعية ثم لم يحطها بنصحه إلا حرم الله عليه الجنة).
4 - روى الإمام الربيع عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك رضي الله عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (من اقتطع حق مسلم بيمينه حرم الله عليه الجنة وأوجب له النار) فقال رجل وإن كان شيئا قليلا يسيرا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وإن كان قضيبا من أراك) والحديث رواه أيضا الإمام مالك في الموطأ ومسلم والنسائي وآخرون من حديث أبي أمامة رضي الله عنه.
5 - روى الشيخان وغيرهما عن طريق أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قتل نفسه بحديده فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا فيها أبدا ومن نزل من جبل فقتل نفسه فهو ينزل في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا).
Shafi 151