Mashariq Anwar Al-Uqul
مشارق أنوار العقول
Nau'ikan
( أقول): وهذا هو الجواب لأن الأول والثاني وإن أمكنا فهما محتاجان إلى دليل يدل على أن ذات الجنة والنار فانية فعلا على الأول وأن صورتهما دون ذاتهما فانية فعلا أيضا على الثاني (وبقوله) تعالى ((وجنة عرضها السماوات والأرض))([8]) (قالوا) فلو كانتا موجودتين لزم تداخل الأجسام لأن الآية صريحة في أن عرض الجنة هو عرض السماوات والأرض.
(والجواب) أن في الآية تشبيه العرض بالعرض مع حذف أداة التشبيه وهو من أبلغ وجوه التشبيه ويدل عليه التصريح بها في آية أخرى كعرض السماوات والأرض أيضا فلو كان العرض عين العرض لزم قيام العرض محلين مختلفين وهو باطل.
(قوله وهو الأصح) أي القول بخلقهما الآن هو الأصح لما في قصة آدم وحواء وقد عرفت أنه لا يمكن الجواب عنها.
(قوله أو يخلفان) أي أو سيوجدان بعدما يقع الفناء لئلا يلزم فناؤهما (قوله بعدما الفناء أتضح) أي بعد ما وقع وظهر وعبر بالاتضاح مكان الوقوع نظرا للجاحدين للمعاد والتعريض بهم على أنهم في شك مريب وإنه سيتضح وينكشف صدق الرسل بما وعدوا به واوعدوا (قوله والوقف عن تعييننا ذاك المحل الخ) أي ووقوفنا عن تبيين محل الجنة والنار بعينه أي أنه في مكان كذا أو مكان كذا أحق بنا لأنه محتاج إلى دليل ولا دليل يدل على ذلك ولا نعلم إلا ما أطلعنا على علمه وأتى بالإشارة مع إمكان أن يأتي باين مكان ذاك لما في الإشارة من إشارة لبعد المحل وتعظيمه وخفائه علينا إلا بالإشارة ممن أطلع عليه.
Shafi 107