192

Hasken Mashaya na Yakinin Asiran Sarkin Muminai

مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع)

بقوله: هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق (1)، والكتاب علي، ومنه قوله: ولدينا كتاب ينطق بالحق (2)، والكتاب الناطق هو الولي، وإليه الإشارة بقوله: ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا (3)، وذلك لأنه ليس بين الله وبين رسوله سر، وكيف وهو بالمقام الأعلى والمكان الأدنى؟ وليس بينه وبين رسول الله ووليه سر، وهذا رمز، وحله أن ليس بينهم وبين الله واسطة من الخلق، ولا أول في السبق، ولا أقرب إلى حضرة الحق، لأنهم الخلق الأول والعالم الأعلى، والكل تحت رفعتهم، لأن الأعلى محيط بالأدنى ضرورة، والولي يعلمه، فكل ما أبرزه الله من الغيب وبسطه قلمه في اللوح المحفوظ فإن النبي والولي يعلمه، وإليه الإشارة بقوله (صلى الله عليه وآله): «إن الله أطلعني على ما شاء من غيبه وحيا وتنزيلا وأطلعك عليه إلهاما، وإن الله خلق من نور قلبك ملكا فوكله باللوح المحفوظ، فلا يخط هناك غيب إلا وأنت تشهده (4).

فالنبي والولي مطلعان على علم الغيب، لكن النبي لا ينطق به إلا مع الأمر لأنه الرسول (5)، وإليه الإشارة بقوله: ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه (6)، وأما

Shafi 208