============================================================
الا سبيل الله تعالى، لما يعلم فيها من عظيم الأجر، وجزيل الثواب، ونيل الدرجات العلا في إخراجها، والوزر العظيم في البخل بها، ويساعده على ذلك شح النفس، وعدم الاعتياد، وجهل ما فيها من الفضل الذي لا يحصى، سيما(1) في ازماننا الذي قد اندرست فيه معالم الجهاد، وعفت رسومه، وعدم وجوده في لادنا، وندر على الوجه المرضي في غيرها، ولا قوة إلا بالله، فلا سبيل إلى اخراج شيء من النفقة في سبيل الله، إلا بتأييد من الله القوي العزيز، على العدو اللعين، فإنه يعد الفقر ويأمر بالفحشاء، وأصدق القائلين يقول: وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين}(2).
الاوقد يقوى الإنسان على الشيطان في خروجه إلى الجهاد في سبيل الله، الا لا يقوى عليه في سعة الإنفاق مع القدرة، لما يوسوسه إليه من أنك إذا رجعت اامن جهادك، لا تجد لك مالا، وقد يحصل لك جراح، أو نهب، أو مرض، الا رجع فقيرا ليس معك شيء، ولا لك مال تعول عليه، فاترك مالك إلى أن رجع، واجتهد على توفير النفقة ما أمكنك، ونحو هذا الكلام، وإنما يسكن إلى ه ذه الوسوسة، من كان عنده دسيسة باطنة لا يشعر بها من حب الرجوع إلى الدنيا، وكراهة القتل في الله، والبخل ببذل النفس في سبيل الله، إذ لو كان الا صمم العزم على طلب الشهادة صادقا في قصدها، لما تفكر في أحوال رجوعه، اذ لا يحدث نفسه بالرجوع آبدا ، وهذا كان السلف يكسرون جفون سيوفهم اا ععند اللقاء، ويلقونها لغلبة ظنهم آنهم لا يرجعون، لما استولى على قلوجهم من ااحب الشهادة والشوق إلى لقاء الله، ورجاء الفوز العظيم بالقتل في )سبيل الله: (1/49 االو قد حكي عن بعض السلف أنه خرج مجاهدا حتى إذا تراءا - أي الجمعان - وصف الفريقان، جاء إليه الشيطان، فذكره زوجته وحسنها، وجمالها، الاحبها إلى قلبه، وكره إليه فراقها، وذكره سعة عيشه، وكثرة ماله، ونحو ذلك، (1) قال جماعة من النحويين: واستعمال (سيما) بلا (لا) لا نظير له في كلام العرب العرباء، قال العلامة دده خليفة: وقد يحذف منه كلمة (لا) مع آنها مرادة، وهذا لا يختلف المعنى. انظر: حاشية دده: ص 117.
2) سورة سبأ: آية 39.
297
Shafi 298