ولئن كان مروان قد أفلح في إثارة الناس ضد عثمان بهذا الاندفاع السخيف، فقد أفلح أيضا في إغضاب «علي» وتخليه عن الدفاع عن عثمان بعد أن قال له قولته المأثورة:
أما رضيت من مروان ولا رضي منك إلا بتحرفك عن دينك وعن عقلك، مثل جمل الظعينة يقاد حيث يسار به، والله ما مروان بذي رأي في دينه ولا في نفسه! وايم الله إني لأراه سيوردك ثم لا يصدرك، وما أنا بعائد - بعد مقامي هذا - لمعاتبتك، أذهبت شرفك وغلبت على أمرك.
12
وقد صدق علي؛ فقد أورده مروان ثم لم يصدره، وكان هذا آخر لقاء بين علي وعثمان رضي الله عنهما!
عمرو بن العاص
أنا أبو عبد الله إذا حككت فرحة نكأتها، إن كنت لألقى الراعي فأحرضه على عثمان.
عمرو بن العاص
13
ولعل هذه الجملة تمثل بوضوح - لا مزيد عليه - مقدار حقد ابن العاص عليه. وكثيرا ما تظاهر له بمظهر الناصح سرا ثم جبهه علانية، ألا ترى إليه يستشيره عثمان - في جماعة من صحبه - فيقول له عمرو:
أرى أنك قد ركبت الناس بما يكرهون، فاعتزم أن تعتدل، فإن أبيت فاعتزم أن تعتزل، فان أبيت فاعتزم عزما وامض قدما فيه.
Shafi da ba'a sani ba