وَمَن هوَ ذو وَجهَينِ ليسَ بدائِمٍ ... على العَهدِ حلاّفٌ بِكلّ يمِينِ.
قال: فأنشأ كثير يقول بانخزالٍ وحصر وانكسار، يعتذر إليها، ويتنصل مما كان منه، ويحتال في دفع زلته، متمثلًا بقول جميل، ويقال: بل سرقه من جميل وانتحله لنفسه فقال:
ألا لَيتني قبلَ الذي قلتُ شِيبَ لي ... من المُذعِفِ القاضي سِمامُ الذَّرَارِحِ.
فَمُتّ ولمْ تَعلَمْ عليّ خِيَانَةً، ... ألا رُبّ باغي الرِّبْحِ ليْسَ برَابِحِ.
فَلا تحمِليهَا واجْعلِيها خِيَانَةً، ... تَروّحتُ منها في مياحةِ مائِحِ.
أبوءُ بذَنبي أنّني قَدْ ظَلَمْتُها، ... وإني بِباقي سِرِّهَا غيرُ بائِحِ.
يرى الدم حلالًا
ولي، وهما بيتان لا غير:
إنّ في الجِيرَةِ الذينَ استَقَلّوا ... من زَرُودٍ، وبطنَ وجرةَ حلّوا.
لَغزَالًا يرَى دِماءَ محِبّي ... هِ حَلالًا لهُ، وما الدمُ حِلُّ.