العاملي.
وقال العلامة السيد محسن الأمين في «أعيان الشيعة»:
«كان عالما فاضلا جليل القدر عظيم الشأن، رفيع المنزلة تقيا، نفيا، ورعا، زاهدا، عابدا، حائزا صفات الكمال متفردا منها بما لا يشاركه فيه غيره، مفخرة من مفاخر الكون وحسنة من حسنات الزمان أو من غلطات الدهر كما يقال. كان فقيها ماهرا في الدرجة العليا بين الفقهاء، محدثا أصوليا مشاركا في جميع العلوم الإسلامية، لم يدع علما من العلوم حتى قرأ فيه كتابا أو أكثر على مشاهير العلماء من النحو والصرف والبيان والمنطق واللغة والأدب والعروض والقوافي والأصول والفقه والتفسير وعلم الحديث وعلم الرجال وعلم التجويد وأصول العقائد والحكمة العقلية والهيئة والهندسة والحساب وغير ذلك.» (1).
وقال العلامة الأميني صاحب كتاب «الغدير»:
«من أكبر حسنات الدهر وأغزر عيالم العلم، زين الدين والملة وشيخ الفقهاء الأجلة، مشارك في علوم مهمة من حكمة وكلام وفقه وأصول وشعر وأدب وطبيعي ورياضي. وقد كفانا مئونة التعريف به شهرته الطائلة في ذلك كله فقد تركته أجلى من أي تعريف، فما عسى أن يقول فيه المتشدق ببيانه، وكل ما يقوله دون أشواطه البعيدة وصيته الطائر فسلام الله عليه على ما أسداه إلى أمته من أياديه الواجبة، ونشره فيها من علوم ناجعة» (2).
تطور ثقافته وتعلمه حتى الاجتهاد
مر علينا فيما نقلناه من ترجمته لنفسه أنه لم يحفظ مبدأ اشتغاله بالتعلم وحكى ابن العودي في رسالته انه- (قدس سره)- ذكر له انه حين اشتغاله بالعلم
Shafi 27