ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين فسجدت الله شكرا على هذه النعمة والتفضل بهذه البشارة السنية.
وكان خروجنا من المشاهد الشريفة بعد أن أدركنا زيارة عرفة بالمشهد الحائري والغدير بالمشهد الغروي والمباهلة بالمشهد الكاظمي سابع عشر شهر ذي الحجة الحرام من السنة المتقدمة ولم يتفق لنا الإقامة لإدراك زيارة عاشوراء مع قرب المدة لعوارض وقواطع منعت من ذلك والحمد لله على كل حال.
واتفق وصولنا الى البلاد منتصف شهر صفر سنة (953) ووافقه من الحروف بحساب الجمل حروف «خير معجل» وهو مطابق للواقع أحسن الله خاتمتنا بخير كما جعل بدايتنا الى خير، بمنه وكرمه.
ثم أقمنا ببعلبك ودرسنا فيها مدة في المذاهب الخمسة وكثير من الفنون وصاحبنا أهلها على اختلاف آرائهم أحسن صحبة وعاشرناهم أحسن عشرة، وكانت أياما ميمونة وأوقاتا مبهجة، ما رأى أصحابنا في الأعصار مثلها.
ثم انتقلنا عنهم إلى بلدنا بنية المفارقة امتثالا للأمر الإلهي سابقا في المشاهد الشريفة ولاحقا في المشهد الشريف، مشهد شيث (عليه السلام)، وأقمنا في بلادنا إلى سنة خمس وخمسين مشتغلين بالدرس والتصنيف (1).
آيات الثناء عليه
أثنى عليه كل من ترجم له ووصفوه بغزارة العلم وصلابة الإيمان والزهد والعبادة والأمانة والوثاقة وحسن القريحة وشدة الاهتمام بخدمة الدين الحنيف والمذهب الحق.
ولم نجد من يغمز فيه بشيء إلا ما ذكره بعضهم من الاعتراض على حضوره مجامع فقهاء العامة وقراءته عليهم وروايته عنهم. ولعمري ان هذا مما
Shafi 23