Matsalar Halittar Duniya
مسألة حدوث العالم - ط البشائر
Nau'ikan
ولنقل هنا: قد علمت أن مذهب أهل الملل المتبعين لآثار المرسلين هو إثبات / (¬1) الصفات، والقول بأن خالق العالم حي عليم قدير سميع بصير عزيز حكيم.
وهذه الوحدة التي تدعيها وتريد بها سلب الصفات. لا يوافقونك عليها، بل يقولون: هي تعطيل.
وحينئذ: فإذا كانت له صفات؛ كان ما ذكرته من الوحدة المنافية للصفات؛ فيصير ما لا وجود له.
بل عندهم يمتنع عقلا ثبوت ذات بلا صفات، ووجود مطلق غير معين.
وحينئذ: فأنت لا تقول -على اصطلاحك-: إن هذه الدار من جميع وجوهها واحدة؛ لما فيها -على زعمك- من الكثرة والتركيب.
وحينئذ: فحدوث العالم عنها بعد أن لم تكن ليس ممتنعا؛ لما يجوز أن يحدث فيها منها.
[انتقال الكلام مع المتفلسفة إلى مسألة الصفات:]
وحينئذ: ينتقل الكلام معهم من «مسألة حدوث العالم» إلى «مسألة الصفات».
وهذا مما تبين: أن الحق مع أهل السنة والجماعة مطلقا، وأن المعتزلة الذين وافقوهم على نفي الصفات وامتناع الحوادث به؛ هم الذين يحتج عليهم الفلاسفة بمثل هذه الحجة.
Shafi 148