Masalar Gabas
المسألة الشرقية ومؤتمر باريس
Nau'ikan
وفي أواخر مايو أمر القيصر جيوشه باحتلال ولايتي الدانوب، فأرسلت إنجلترا وفرنسا أسطوليهما إلى خليج بيسيكا
Besika
خارج الدردنيل، واحتجت الدول على احتلال الروس للولايتين الدانوبيتين، فلم يكن لهذا الاعتداء سند قانوني، ورأت إنجلترا في طريقة منشكوف «طريقة الدب قبل أن يقتل فريسته.» وساد في لندن سوء الظن في سياسة القيصر حتى إن أبردين نفسه، رأى أن مطالب منشكوف «غير معقولة ويجب مقاومتها»، ورأت كثير من الصحف الإنجليزية أن على إنجلترا اتخاذ موقف حاسم أمام روسيا؛ لمنع وقوع الحرب، وحبذت إرسال الأسطول الإنجليزي لتحذير روسيا عواقب سياستها، وعواقب احتلالها ولايتي الدانوب، ووثقت إنجلترا صلاتها بفرنسا.
ورأى بالمرستون بصفة خاصة توكيد هذه السياسة بتحذير روسيا من عواقب سياستها الاعتدائية بأن تبين لها إنجلترا أن احتلال الروس للولايتين الدانوبيتين فيه خرق تام لاتفاقية المضايق، وعلى هذا، فالدول تعتبر الآن أن المضايق مفتوحة لسفنها الحربية، ما دام الروس لا يزالون معسكرين في الولايتين الدانوبيتين، وتتوقف حركات أساطيل الدول بعد ذلك على الظروف.
كان بالمرستون يرى أن مثل ذلك الإنذار إذا قدم لروسيا سيجعل القيصر يتريث ويعيد النظر في موقفه، فاتخاذ الحكومة الإنجليزية موقفا حاسما سيؤدي في نظره إلى المحافظة على السلام في جنوب شرقي أوروبا.
ولكن الوزارة البريطانية لم تكن تجرؤ على تنفيذ مقترح بالمرستون، بالرغم من أن ذلك المقترح كان يجد تأييدا من نابليون الثالث ووزرائه، ورأت الوزارة البريطانية اتباع سياسة أنصاف الحلول، فرفضت إرسال الأسطول إلى البوسفور؛ لأن في هذا تحرشا بروسيا، فلقد كانت لا تزال تؤمل في السلام وفي ارعواء القيصر عن غيه.
وفي 31 مايو أرسل نسلرود بناء على تعليمات سيده إنذارا إلى تركيا، بأن الجيوش الروسية ستحتل الولايتين الدانوبيتين إذا لم تجب مطالب روسيا كاملة، ووصل الإنذار إلى القسطنطينية في 10 يونيو، وقبل وصول الإنذار، كانت تركيا، لتفسد على الروس خطتهم؛ قد اعترفت بحقوق رعاياها الأرثوذكس، ورفض رشيد باشا الإنذار الروسي في 16 يونيو، وبذا اضطر بقية أعضاء السفارة الروسية في القسطنطينية إلى مغادرتها غير مأسوف عليهم من أحد، على الأقل لا من الأتراك ولا من الإنجليز أو الفرنسيين.
وفي 7 يوليو وصلت تركيا أخبار عبور الجنود الروس حدودها، ومع ذلك فلم يعتبر السلطان ذلك الاعتداء سببا للحرب.
في هذه الأثناء تصدر مذكرة فينا، ويقبلها نسلرود، ولكن الأتراك لم يستطيعوا قبولها، ولتفصيل ذلك الموضوع نقول:
حين أرسلت فرنسا وإنجلترا أساطيلهما إلى خليج بيسيكا لم تكن عندهما نية للدخول في حرب ضد روسيا؛ فلقد كانتا تظنان أن روسيا ستسلم بمطالبهما، ولما لم تستسلم روسيا، فكرت الدولتان في إعادة التحالف الأوروبي القديم، ولكن في هذه المرة ضد روسيا، ولكن حوادث سنة 1854 بينت أن مثل ذلك التفكير قائم على غير أساس عملي في ميدان السياسة الدولية.
Shafi da ba'a sani ba