وسنبين هذا بجلاء عند الكلام على عصبة الأمم. (32) مساحة الحبشة ومدنها ورقيقها
بما أن مساحة الحبشة 350 ألف ميل مربع؛ فهي تعادل مساحة فرنسا وإيطاليا وسويسرا وهولندا - ومساحة فرنسا 212500 وإيطاليا 110500 وسويسرا 16 ألفا وهولندا 12 ألفا.
وهي إمبراطورية إقطاعية، أهم ممالكها شوا في قلب الجبال، وهزمت الممالك الحبشية الأخرى.
وفي الحبشة حوالي مليون من الرقيق على الأقل، وقد تمكن الإمبراطور الحالي من إعتاق الكثيرين منهم. (33) صناعتها وتجارتها
وليس في الحبشة مصانع، وبها صناعات يدوية خفيفة، وصادراتها: البن، والعاج، والجلود غير المدبوغة، والفلفل، والذهب. ووارداتها: الأقمشة، والملح، والأرز. وتجارتها الخارجية مليون جنيه.
ومن معادنها الذهب والفضة والنحاس والبوتاس والبلاتين والحديد والفحم والبترول، وتنتج الشعير والبقول وقصب السكر والدخان والقطن والبن - وموطنه ولاية كافا - التي من اسمها اشتق اللفظ الإفرنجي
Café . ومن الحيوانات: الفيل، ووحيد القرن، والأسد، والنمر، والضبع، والذئب، والجاموس، والزرافة، والقرد، والتمساح، وفرس النهر. (34) كثرة القسس والرهبان
في الحبشة ألوف القسس والرهبان، وهم يعيشون عالة على الشعب المتدين الخاضع لنفوذهم المؤمن برسالتهم، وهم رجعيون، وقد قدر أحد الكتاب الأوروبيين عددهم بمليوني نفس، وهو عدد نحسب أنه مبالغ فيه، ولكن - على كل حال - يزيد عدد رجال الدين على كل نسبة معقولة.
ولرجال الكنائس أدوار يقومون بها في السياسة، وتقلب الملوك وخلعهم، وفي الدسائس والمنافسات، وتجريح الكبراء والمثقفين أوروبيا باسم الدين، وبإسناد الإلحاد إليهم!
والإمبراطور الحالي برم بكثرة القسس والرهبان، وفي حاجة إلى نصرتهم في هذه الظروف!
Shafi da ba'a sani ba