يتضح لنا أن اتفاقية جغبوب بين مصر وإيطاليا - وقد تمت على يد الوزارة الزيورية سنة 1925 وكنا فيها الخاسرين - لم تراع فيها مصلحة مصر، وإنما تمت تنفيذا لرغبات الإنجليز الذين تعهدوا بتسوية هذه المسألة وغيرها في عام 1915 لمصلحة إيطاليا.
5
خزان تانا:
لست أدري أخزان تانا في مصلحة مصر أم أن مصلحتها فيه تنشأ بعد نصف قرن، ولكن ما أدريه هو أن الحكومة المصرية تهتم اهتماما جليا بإنشاء هذا الخزان، وكان إنشاؤه رغبة إنجليزية ذكرت صراحة في المعاهدة الإيطالية الإنجليزية المعقودة في عام 1925 من جهة أخرى.
موقف إنجلترا:
يتبين لنا أيضا أن موقف بريطانيا تجاه إيطاليا الآن هو كما يلي: إن حجة إنجلترا الآن في معارضة إيطاليا في مطامعها في الحبشة هي المحافظة على السلام وعلى كيان جامعة الأمم والتعهدات المرتبطة بها.
وقد حدث عام 1925 حينما كانت جامعة الأمم قائمة بخير والحبشة وإيطاليا وبريطانيا أعضاء متساوين فيها، في ذاك العام عاهدت بريطانيا إيطاليا على تعضيدها للحصول على امتياز بمد سكة حديدية تمر بمنتصف الأراضي الحبشية مع الاعتراف بتفرد النفوذ الاقتصادي الإيطالي في تلك المنطقة. والوعد بتعضيد كل طلب لنيل امتيازات اقتصادية يؤدي إلى استعباد الحبشة، والنزول بها من مصاف الدول المستقلة ذات السيادة - وهي الصفة التي انضمت بمقتضاها الحبشة إلى عصبة الأمم - إلى مستوى المناطق المفتوحة للاستعمار الأوروبي.
ولا أفهم هذا التناقض إلا على أساس واحد هو أن إنجلترا كانت مستهينة بقوة إيطاليا سنة 1925 أو مخطئة في تقديرها، فلما اتضح لها بعد عشرة أعوام أن إيطاليا تصير جارة لا يؤمن جانبها غيرت سياستها. (33) حكومة السودان وكيف تكافح النخاسة
جاء في كتاب اللادي سيمون: «لموضوع الرقيق في السودان صلة وثيقة بمشكلته في الحبشة؛ لأن طوائف الأرقاء الفارين كثيرا ما تلجأ إلى السودان؛ فإعادتهم من حيث أتوا إلى القيود التي فروا منها ظلم واشتراك في النخاسة، والاحتفاظ بهم يقتضي تدبير أمور معيشتهم علاوة على ما قد يجر إليه من جدال مع حكام بعض الولايات الحبشية المجاورة أو تعقيدات دولية. •••
أما في السودان نفسه فحيازة الرقيق قد زالت تماما أو كادت من المنطقة التي إلى شمال الخرطوم، ولكن في بحر الغزال ومنجلة ومناطق أعالي النيل وهي المناطق الجنوبية توجد جماعات قليلة تملك أرقاء.
Shafi da ba'a sani ba