وقد كتب كاتبان إنجليزيان - هما الدكتور ريس شارب والماجور دارلي - سلسلة مقالات في جريدة وستمنستر غازيت ، وصفا فيها ما صادفاه في بلاد الحبشة .
ثم كتب الماجور دارلي كتابا مستقلا في هذا الموضوع، وقد اطلع الكابتن كوكراين على ما كتبا؛ فوافق على معظم ما جاء فيه وخالفهما في بعض الأمور.
وقد أشارت الحكومة الفرنسوية إلى ما كتباه، فذكرت مواضع خطأ أو مبالغة فيها، ولكنها قالت إن ما جاء في هذه المقالات هو «صحيح بوجه عام».
ومن أقوالهما أن الأرقاء في أديس أبابا أكثر من الأحرار، وأن الحالة ساءت جدا بعد وفاة منليك الثاني سنة 1913؛ فكانت النخاسة وعنف أصحابها سببا في خراب بقع من البلاد كانت عامرة، فأصبحت مناطق تنعق فيها البوم وتسرح فيها الذئاب والضباع.
وقد شبه الماجور دارلي الخراب الذي حل بمنطقة عرفها عامرة قبل عشر سنوات بقوله أنه أتم من تخريب الجراد وأفظع.
ثم أشار الكاتبان
3
إلى الغزوات التي يقوم بها النخاسون إلى السودان وكنيا وغيرها من البلدان المجاورة، وقد نشرت الحكومة البريطانية من عهد قريب جدولا ذكرت فيه جميع هذه الغزوات التي حدثت في كنيا والسودان بين سنة 1913 وسنة 1927، ويقول السرجون مافي في أحد تقاريره أن: «الراجح أن جميع الغزوات لم تذكر.»
ويؤخذ من هذه الجداول أن الغزوات كانت في بعض الأحيان بالاتفاق مع الحكام والرءوس أو مع ممثليهم.
وقد كتب كاتب أمريكي يدعى جيمس بوم كتابا عن الحبشة بعد سفره في لجنة للبحث العلمي هناك، ومما قاله في كتابه على ما روته اللادي سيمون في كتابها أنه قابل الرأس تفري مرارا، وقال له في إحداها أنه إذا لم يخط خطوة حاسمة لإلغاء الرقيق سريعا، فقد تفوز دولة أوروبية بموافقة العالم المتمدن وتأييده على خطة غرضها إدارة بلاده.
Shafi da ba'a sani ba