غاز الكلور
ومعظم هذه الخواص تتوافر في غاز الكلور الذي وقع عليه الخيار أولا؛ فهو غاز سام جدا، فإذا عرض حيوان «كلب» للهواء الذي يحتوي اللتر منه على 6,5 مللجرام من الكلور مات بعد 30 دقيقة، ثم إن مقادير وافرة منه تحضر بعمليات سهلة؛ وذلك بحل محلول ملح الطعام بالكهربائية. وقد كان يباع قبل الحرب لأغراض صناعية في أسطوانات حديدية بسعر قرش واحد للرطل، ثم إنه سهل الإسالة، يكفي لإسالته ضغط يساوي 16,5 جو عند الدرجة 98م، وإذا برد أسيل بضغط أقل، وإذا خفف عنه الضغط تبخر واستحال غازا أكثف من الهواء مرتين ونصف مرة.
غاز الفوسجين
الغاز الثاني الجديد استعمل في ديسمبر سنة 1915 ويسمى الفوسجين؛ وهو مركب كيماوي كان معروفا قبل الحرب لأنه كان يستخدم في الصناعة لتجهيز بعض الأصباغ. والفوسجين سائل يغلي عند الدرجة 8°، وهو أشد سما من الكلور، فبينما يموت الكلب في الهواء الذي يحتوي اللتر منه على 2,5 ملليجرام من الكلور بعد تعرضه له 30 دقيقة، إذا به يموت في الهواء الذي يحتوي اللتر منه على 0,3 ملليجرام بعد تعرضه له الزمن نفسه؛ أي إنه أثقل من الكلور ثماني مرات.
الكلوروبكربن
في ربيع سنة 1917 استعمل الألمان غازا جديدا غير سام كثيرا، لكنه يسبب دوارا وقيئا ويثير في العيون دموعا؛ فيضطر الجندي إلى رفع كمامة الغاز، وعندئذ يعرض نفسه لفعل غاز آخر كالفوسجين يطلقه العدو في نفس الوقت، وهذا الغاز الجديد يصعب حجزه كلية بكمامات الغاز السام، واسمه كلوروبكربن؛ وهو مركب كان معروفا قبل الحرب؛ مثل الكلور والفوسجين، وأول من حضره كيماوي إنجليزي يدعى ستن هوس سنة 1848 من تفاعل الحامض البكريك ومسحوق إزالة الألوان.
ويحضر الكلوروبكربن في الصناعة بإمرار البخار في مخلوط من الحامض البكريك ومسحوق إزالة الألوان؛ فيتكون الكلوروبكربن ويخرج مع البخار، وهو سائل عديم اللون كالزيت لا يذوب في الماء، يغلي عند الدرجة 112°، وهو مركب ثابت لا يتحلل بالماء أو الحوامض أو القلويات المخففة، ومن حسن الحظ قد وجد أن الفحم المستعمل في كمامات الغاز السام يمتص هذا الغاز.
والعين حساسة جدا تدرك وجود هذا الغاز في الهواء بسرعة فائقة مهما كان مقداره قليلا؛ فالهواء الذي يحتوي على 2,5 جزء من الغاز في كل مليون جزء من الهواء، يجعل العين تغمض مضطرة بعد 18 ثانية، والذي يحتوي على 29 جزءا من المليون يجعلها تغمض بعد 4 ثوان فقط.
غاز الخردل
ننتقل الآن إلى سيد الغازات السامة، وهو مادة جديدة لها أسماء كثيرة، يسميها الإنجليز غاز الخردل أو الغاز المحرق لشدة تأثيره في الجلد، ويسميها الفرنسيون الأيبريت لأنها استعملت أولا في منطقة الأيبر، ويسميها الألمان الصليب الأصفر لأنهم كانوا يفرغونها في قنابل عليها علامة الصليب الأصفر تمييزا لها عن القنابل الأخرى، ويسميها الكيميائيون
Shafi da ba'a sani ba