Mas'ala al-Iman: A Foundational Study
مسألة الإيمان دراسة تأصيلية
Nau'ikan
ومايز سبحانه بين أهل الطاعة والمعصية بقوله في سورة الجاثية: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَآءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾ [الجاثية:٢١]، وفي سورة الواقعة ذكر أصحاب اليمين، ثم أصحاب الشمال، ثم السابقين. وكل هذه المفاضلات للتمايز في زيادة الإيمان
الأدلة من السنة على زيادة الإيمان ونقصانه:
فهي أيضًا متنوعة:
١-فمنها ما في الصحيحين من حديث أبي هريرة ﵁ أن النبي ﷺ قال: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا ينهب نُهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها بأبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن» وهذا لفظ مسلم.
فنفى عنه كمال الإيمان الواجب بفعل هذه الكبائر، مما دل على نقص الإيمان بفعلها.
وهكذا كل ما ورد من نفي كمال الإيمان الواجب أو المستحب تدل على زيادته، ومن ثمَّ نقصانه!
٢-ومنها ما عقده البخاري في صحيحه من كتاب الإيمان بابًا في تفاضل أهل الإيمان بالأعمال وذكر فيه:
حديث أبي سعيد ﵁ مرفوعًا: «يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، ثم يقول ﷿: أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان..» الحديث متفق عليه.
مما يدل على أنه أنقص المؤمنين إيمانًا، ولو كان الإيمان لا يزيد ولا ينقص لاستحق أهله كلهم الجنة، وبدرجات متساوية!
٣-وحديث أبي سعيد ﵁ أيضًا أن النبي ﷺ قال: «بينا أنا نائم، رأيت الناس يُعرضون عليَّ وعليهم قمص، منها ما يبلغ الثدي، ومنها ما دون ذلك، وعرض عليَّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره قالوا: فما أوَّلت ذلك يا رسول الله؟ قال: الدين» متفق عليه.
ورؤيا الأنبياء حق، فدل على زيادة الإيمان في أقوام، ونقصانه في آخرين.
1 / 28