231

============================================================

المسائا المشكلة فجاز في الشعر، لأن الجار اسم، ولا يجوز قياسا على هذا في الحروف الجارة، لأن الحروف لا تعلق، والأسماء أقوى منها، وأكبر تصرفا، فلا يتنكر أن يجوز فيها من الاتساع ما لا يجوز في الحروف.

فأما قوله تعالى: ومن آياته يريكم البرق [الروم: 24]، فما قالوه فيه من أن المعى: أنه يريكم، فغير ممتنع، لأن ليس بفاعل، إنما هو مبتدأ، فيحوز فيه ما تأولناه من قوله: ايحرفون الكلم، من أنه حذف على تقدير اللفظ له، لا على اقامة وصفه مقامه. ويجوز فيه أيضا أن يكون يريكم البرق): تفسيرا للآية، كما كان: لهم مغفرة وأجر عظيم ) [المائدة: 9] تفسيرا للوعد.

ويحتمل أيضا قوله: لأو جاءوكم حصرت صدورفه ما ذهب إليه أبو الحسن من أن المعنى: قوما حصرت صدورهم، والحذف على هذا الحد أيضا، إذ قبيخ أن يقام الماضي مقام الحال، لكوها خلافها، فيكون حملها أيضا على هذا الوجه، ال وليس قول من قال في ذلك إنه على وحه الدعاء بشيء: وتحتمل الآية وجها آخر، وهو أن يجعل المحذوف المبتدأ، ولا يجعل (يحرفون) في موضع خبره، ولكن يجعله استئناف خبر كأنه من النين هادوا كفار أو معاندون، ونحو هذا مما يدل الكلام عليه.

اعلم أن قوله عز وحل: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك) [النساء: 65): أن (لا) الأولى نافية لشيء يتوهم، أو متقدم الذكر من إيماهم، فنفي ذلك برلا) فقيل: فلا، ثم قيل: وربك لا يؤمنون) فالا) الثانية متعلقة بالقسم متلقية له، وهي تدل على المحذوف المتقدم الذكر أو المتوهم، ويحسن الحذف لدلالة هذا المذكور المنفي بالقسم عليه.

وإن حعلت تأكيدا لم يمتنع، كأنه: فوربك لا يؤمنون، كقوله: افورب السماء والأرض إيه لحق) [الذاريات: 23] .

(1) سبق تخريجه.

Shafi 231