218

============================================================

218 المساتا المشكلة فهو عظيم؛ لأن الشك في لقاء الحساب كفر، لا يجوز أن يمدح الله تعالى به، فإذا لم يجز ذلك ثبت أنه: علم ويقين، فهذا مستعمل في العلم وخلافه، لا يشك في ذلك مسلم2 ومما يدل على فساد قول من دفع أن اللفظ يقع لمعنيين مختلفين قوله تعالى في وصف أهل الجنة: لم يدخلوها وهم يطمعون [الأعراف: 46]، فطمعهم هذا لا يخلو من أن يكون على معنى اليقين، أو الطمع الذي يجوز معه كون المطموع فيه وخلافه.

فلا يجوز أن يكون هذا الطمع، لأنه ليس في الآخرة شك في شيء من أمور الجنة والنار، فالعلم بذلك كله اضطرار: ويدل على أن الطمع معنى اليقين ما أخبر الله به عن إبراهيم عليه السلام - في قوله: اوالذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين [الشعراء: 82] فهذا الطمع لا يكون شكا، ولا يتوحه على غير اليقين، لأن إبراهيم عليه السلام لا يكون شاكا في الله عز وجل، بل كان عالما بأن الله عز وجل سيغفر له ذلك.

3 الدليل على أن الواو في (أخيك) ونحوه حرف الإعراب الذي هو لام الفعل وليس هو بعلامة الإعراب ودلالته قولهم: امرؤ وابم، فأتبعوا ما قبل حرف الإعراب حرف الإعراب، فكما أن الهمزة في (امرئ) والميم في (ابنم) إعراب ليس بدلاليي إعراب، كذلك حرف اللين في (أخيك) ونحوه حرف إعراب.

فإن قال: إن الهمزة ثابتة في كل أحواله الي للإعراب ولا تنقلب إلى حرف آخر، وليس الحرف في (أخيك) ونحوه كذلك، لأنها تنقلب فلم يلزم على هذا أن تكون الهمزة مثل حرف اللين.

قيل له: حرف اللين في (أخيك) وبابه مثل الهمزة في أنه حرف إعراب، وإنما انقلب في (أخيك) ونحوه وثبتت الهمزة على حالة واحدة والميم في (ابنم)، لوجوب سكون الحرف في (أحيك) وبابه بالقياس المطرد، وذلك أها وجب أن تكون متحركة بالحر كة اليي تستحقها بالإعراب، وما قبلها أيضا متحرك وحرف اللين إذا كان كذلك انقلب ولم يثبت، وسكن ولم يتحرك فإذا سكن لما ذكرنا مما

Shafi 218