215

============================================================

المسائا المشكلة أيضا نحو قولهم: سه (1)، ومذ(2)، وثبة الحوض (3).

قيل هذه حروف قليلة لا ينبغي آن يعترض ها؛ لقلتها بالنسبة إلى ما حذف اللام منه.

فأما (ثبة الحوض) منها فيجوز أن يكون المحذوف منها اللام، بل ذلك عندي فيه الوجه، ولا أجده من باب: ثاب يثوب ثوبا، كما ذهب إليه أحد شيوخنا، لأن ذلك قليل، فالقياس على الأكثر أولى، وأقرب إلى الصواب من الحمل على النادر، إذا كان لا يمتنع الحمل على الأكثر من جهة المعنى، لأن معنى (ثبة) المحذوفة اللام المجموعة على (ثبات) معنى الجمع، كما أن معنى (ثوب) و (ثاب) و (ثواب) الجمع، الا تراهم قالوا: ثبيت الرجل(4)، إذا جمعت محاسنه، وأن (الثواب) خلاف الإحباط والتفريق، و(الثبة) المحذوفة اللام من هذا، فكذلك (ثبة الحوض)، كأنه مجمع الماء.

وإنما جاز هذا الحذف في العين على هذا الحد لقربه من اللام المشاهة للزيادة، وإن لم تكن مثلها فيما ذكرناه. ولم يجى في الفاء شيء على هذا الحد إلا في حرف علة، نحو: إله، والناس.

ويدلك أيضا على مشاهتها للزيادة، كثرة الحذف المتعاور لها في المعتل وإن حذفها أكثر من حذف الأخريين.

فالقول في هذه التمثيلات هو ما ذهبوا إليه من تكرير اللام دون غيرها وما رأوه في ذلك أولى من غيره.

_92 اعلم أن اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين، هو الوحه والقياس الذي يجب أن يكون عليه الألفاظ لأن كل معن يختص فيه بلفظ لا يشر كه فيه لفظ آخر، فتنفصل المعاني بألفاظها ولا تلتبس: (1) أصله: سته، حذف العين مته.

(2) أصله: منذ حذف العين منه.

(3) وثبة الحوض ومثابه: وسطه الذى يثوب إليه الماء.

(4) ثبيت الرجل: مدحته وأثنيت عليه في حياته.

Shafi 215