============================================================
المسائا المشكلة . وقوله: فلولا أن (ما) لغو لم يرتفع (مثل)؛ يريد : لولا أن (ما) في قوله: ل(مثل ما ألكم تنطقون [الذاريات: 23] لغو ليست بمبنية مع (مثل) على الفتح، لم يرتفع، (مثل) في قوله: امثل ما أككم تنطقون). ألا ترى: أن ما كان مبنيا مع غيره على الفتح لا يرتفع كقولهم: لا رجل، وما أشبه من المبني.
ثم قال: وإن نصبت (مثل) فساما) أيضا لغو.
كأن قائلا قال له: فاجعل (مثل) مبنيا مع (ما) فيمن نصب، فقال: مثل ما، كما أن من الأسماء ما يينى تارة، ويعرب أخرى، فكذلك اجعل (مثل).
فقال في جواب هذا: هو فيمن فتح أيضا لغؤ، وليس مبنية مع (ما) ألا ترى: أنك لو حذفت (ما) فقلت: إنه لحق مثل أنك، لجاز لك في (مثل) البناء على الفتح، لإهامها وإضافتك إياها إلى اسم مبني، كما جاز لك البناء لذلك في (حينئذ)، و(يومئذ) وعلى قوله: على حين عاتبت المشيب على الصبا000.
وقول الآخر: لم يمنع الشرب منها غير أن هتفت..
ونحو ذلك من الأسماء المبهمة التي تضاف إلى المبنية، فتكتسب البناء منها، فإذا فتحته فقلت: مثل ما أنكم، فعلى هذه الجهة افتحها لا لبنائها مع (ما)، ألا ترى: قلة ما يينى من الأسماء مع حرف، وكثرة هذه الأسماء التي تبنى، إذا أضيفت إلى غير معرب. فإن قال قائل: قد جاء: لا رجل، وهذا حرف مبني مع اسم.
قيل له: ليس هذا مثله؛ لأن (لا) عاملة غير زائدة، و(ما) في (مثل ما أنكم) فيمن ذهب إلى بنائها زائدة، فليس في قوهم: لا رجل، حجة لبناء (مثل) مع (ما) في هذا الموضع. فهذا تفسير ما كان مشكل اللفظ من الفصل الذي كتبناه من (الكتاب).
(1) هذا صدر بيت للنابغة الذبياني، وتمامه: وقلت ألما أصح والشيب وازع. انظر: ديوان النابغة صنعة اين السكيت ص/44.
(2) هذا صدر بيت في الكتاب 369/1، وورد فيه (أن نطقت) بدل (أن هتفت) والبيت غير متسوب.
Shafi 128