تاسعًا: وفاته:
بعد حياة حافلة بالعلم والتعلم والتدريس والفتوى والخطابة والوعظ والقضاء والتصنيف، توفي قاضي مكة، العلامة شمس الدين محمد بن أحمد بن سعيد المقدسي الحنبلي، وكانت وفاته بمكة المكرمة ليلة الخميس الرابع عشر من شهر صفر سنة خمس وخمسين وثمانمائة للهجرة، عن أربع وثمانين سنة، وصلَّي عليه عند باب الكعبة بعد صلاة الصبح، ودفن بمقبرة المٌعلاة بمكة وخلف دنيًا ولا وارث له، رحمنا الله وإياه١.
عاشرًا: ثناء العلماء عليه:
السيرة الحسنة والطريقة المثلى القويمة التي يتصف بها الإنسان بها في حياته، هي التي تبقى له بعد وفاته، فإذا جمع مع ذلك كله صفة العلم التي يطمح كل إنسان لأن يتصف بها، يكون بذلك قد استوفى الصفات التي يستحق ثناء الناس عليه بها، لاسيما إذا جاءت الشهادة له بالثناء من العلماء المشهورين والموثوقين.
والقاضي شمس الدين الحنبلي جمع كل تلك الصفات من التفقه في الدين والعلم الغزير، والعدل في القضاء، والسيرة الحسنة، فاستحق بذلك ثناء معاصريه ومن جاء بعدهم له بالثناء الحسن.
فقال عنه ابن فهد: وسار في القضاء سيرة حسنة بعفة ونزاهة، وتواضع وحسن خلق، وكان إمامًا عالما دينا خيرًا ساكنًا منجمعًا عن
_________
(١) المصادر السابقة.
1 / 28