الإيمان عند تجريد التوحيد لا يعرفه بالذوق إلا من له منه نصيب، وهذا هو حقيقة الإسلام، وقطب رحى القرآن، به أرسل الله الرسل، وأنزل الكتب.
(١١٥) الراجي يرجو حصول الخير ودفع الشر،
والرجاء مقرون بالتوكل، والتوكل لا يجوز إلا على الله، فلا يأتي بالحسنات إلا هو، ولا يذهب بالسيئات إلا هو، قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ﴾ ١ الآية، وقال: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ﴾ ٢ الآية، أي: كافينا في دفع البلاء، وأولئك أمروا أن يقولوا حسبنا الله في جلب النعماء، ومن توكل على غير الله ورجاه خذل من جهته وحرم، ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ﴾ ٣ الآية، ﴿لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا﴾ ٤، ﴿وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا﴾ ٥ الآية، ﴿وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ﴾ ٦ الآية، ﴿فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ﴾ ٧ الآية.
والراجي يكون راجيا تارة بعمل يعمله، فهذا نوع من العبادة، وتارة باعتماد قلبه عليه وسؤاله له، فهو نوع من الاستغاثة، يوضحه أن كل خير ونعمة فهي من الله، وكل شر
١ سورة التوبة آية: ٥٩.
٢ سورة آل عمران آية: ١٧٣.
٣ سورة العنكبوت آية: ٤١.
٤ سورة الإسراء آية: ٢٢.
٥ سورة مريم آية: ٨١.
٦ سورة الحج آية: ٣١.
٧ سورة العنكبوت آية: ١٧.