30- وسألت عن قول الله عز وجل للنبي صلوات الله عليه: { فإنهم
لا يكذبونك } . فقلت: وأي تكذيب أشد مما كذبوه صلوات الله عليه؟
قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: إنما عنى تبارك وتعالى أنهم لا يقدرون على تكذيبه بحجة يقهرونه بها، فيلزمه التكذيب.
31- وسألت عن قول الله عز وجل: { وأنا أو إياكم لعلى هذا أو في
ضلال مبين } . فقلت: إن قال لنا قائل: هذا القول يوجب فما الرد عليه؟
قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: هذا على المداراة وحسن المعاملة، كما يقو الرجل لصاحبه والله أن أجدنا لكاذب، وهذا من أنصافي الكلام، لأن أقبح منه أنا لعلى الهدى وأنتم على الضلالة، لأنه قال عز وجل: { ودع أذاهم } . فكان هدى لحد الأنصاف وجميل القول.
32- وسألت عن قول الله عز وجل: { يا حسرة على العباد } . فقلت:
هل تكون الحسرة إلا من المخلوقين المتحسرين؟
قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: إنه عز وجل لم يقل يا حسرتا، وإنما قال يا حسرة بالتنوين، وإذا كانت بالتنوين فإنما تقع الحسرة على العباد في تقربطهم في أمره عز وجل، ومثل ذلك قول العرب للرجل يا تبا لك ويا ويلا لك ويا حسرة لك.
33- وسألت عن قوله عز وجل: { والذين اتخذوا من دونه أولياء ما
نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى. الزمر } . فقلت: ما معنى هذا القول؟
قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: هذا من الكلام الذي يتجوز فيه الإضمار، والمعنى فيه: والذين اتخذوا من دونه أولياء، يقول ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى، فأضمر قول الكافرين وقطعه من وسطه، ومثل هذا كثير في القرآن، مثل قوله: { ولو لا فضل الله عليكم ورحمته وإن الله تواب حكيم } . ومثله قوله عز وجل: { ولو أن قرآءنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى } . ثم قال: { بل لله الأمر جميعا } . ولم يذكر جواب، ولو أن قرآءنا، والمعنى فيه: لكان هذا القرآن وهذا كثير في القرآن، قال الشاعر فقال:
Shafi 16