قال أحمد بن يحيى صلوات الله: إن القرآن شفاء، ومن في هذا الموضع قد يجوز على البعض وعلى الجميع، وذلك موجود في لغة العرب، تقول العرب، هل يجيء لنا من هذا الثوب قميص أي من الثوب كله لا من بعضه، وكقول الله عز وجل: { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } . يريد مقام إبراهيم عليه السلام كله لا بعضه، وكقوله عز وجل(¬1): { يغفر بعض ويعذب على بعضها } . وكقوله عز وجل: { فاجتنبوا الرجس من الأوثان } . يريد اجتنبوا كل الأوثان، وقوله عز وجل: { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير } . يريد كلهم. وقال:
تراك أمكنة إذا لم أرضها ... أو ترتبط بعض النفوس حمامها
فقال بعض النفوس، وإنما أراد النفوس كلها. وقال ذو الرمة:
تنسمن عن نور الأفاحي بالضحى ... وفترن عن أبصار مضروبة حجل
فقال: من أبصارهن، وإنما أراد كل أبصارهن، وقال الله عز وجل: { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم } . يريد يغضوا أبصارهم كلها عن محارم الله جل ثناؤه.
26- وسألت عن قول الله عز وجل: { إنما أمره إذا أراد شيئا أن
يقول له كن فيكون } . وهو شيء قد كان وفرغ منه؟
قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: من ذلك أن العرب تجعل بدل يكون كان جائز ذلك في لغاتها، ألم تسمع زياد الأعجم حيث يقول:
Shafi 14