ما جمع واحده عليه جمعًا مطردًا، وقيس في أكثر الأمر ما لم يسمع منه على ما سمع، وفي امتناع النحويين أن يقيسوا على "فُعال"، ويكسروا عليه شيئًا لم يسمعوه وقل مجيئه عن العرب، دلالةً على أنه ليس بتكسير، وإنما هو اسم من أسماء الجمع، كما أن ما هو أوسع مجيئًا منه نحو "قردة" اسم من أسماء الجمع عند سيبويه وأصحابه.
ومما يدل على أن أناسًا ليس بجمع تكسير أن الآحاد إذا حذف من حروفها شيء رد في جموعها التي للتكسير كقولهم "يدٌ" و"أيدٍ" [و"ابنٌ"] و"أبناء" ونحو ذلك، وقولهم "الناس" بعكس ذلك؛ لأن الفاء الثابتة في "إنسان" محذوفة فيه، فدل مخالفته لهذا الضرب من الجمع أنه ليس منه، فصح ما ذكرته من أنه ليس بجمع تكسير.
فإن قلت: فقد قال أبو الحسن في "أشياء" ما علمت!
قيل: إن قوله خلاف قول الخليل وسيبويه، وليس مثل هذا لاجتماع الأمثال فيه. فإذا لم يجز أن يكون جمع تكسير وكان جمعًا، كان جمعًا غيره. وغير جموع التكسير على ثلاثة أضرب: أحدها: أن يكون اسمًا مصوغًا للجمع من غير لفظ الواحد المجموع. والثاني: أن يكون الاسم يستعمل مرة مفردًا ومرة جمعًا. والثالث: أن يكون مشتقًا من لفظ الواحد المجموع.