الاعتداد بالتاء للزومها فكما لزمك الاعتداد بها فصار لا ينصرفُ عند جميع الناس كذلك لزمك الاعتداد بها في التحقير، وإذا لزمك الاعتدادُ بها حذفت الزوائد الأخرى؛ لأنها أولى بالحذف.
وأما "جداران" اسمُ رجل فتقول: جُديران فتحذف الزيادة، وليس هو في التسمية مثله في غير التسمية، لأنَّ علامة التثنية في التسمية يلزم الاعتداد بالتاء، وليس كذلك قبلَ التسمية كما أن التاء قبل التسمية ليست كذلك، ولا يجوز أن تحكي "جدارًا" في الواحد إذا سميت بـ"جدارين" كما تحكي التثنية؛ لأنك إذا سميت بتثنيةٍ لزمك حكايتها كما أنك إذا سميت بمؤنثٍ لزمك حكايته، فإن لم تحك الاسم فقد حرفت. ألا ترى أنك إذا سميت بتثنيةٍ فجعلته واحدًا كنت محرفًا.
وليس كذلك ألِفُ "فِعالٍ" في "جدارين"؛ لأنه لما لزم الاعتداد بعلامة التثنية في التسمية به صارت الزيادة التي في "جدارٍ" قبل التسمية بمنزلة زيادةٍ في جملة الاسم وجب حذفها، ليصير الاسم بحذفها إلى مثال ما يكون عليه التحقير وليس كذلك إذا لم يُسم به.
فأما "ثلاثون" فهو في غير التسمية به مثله في حال التسمية. ألا ترى أن الاسم إنما هو بالواو والنون وليس ينفردُ، وإنما المجموع اسمٌ للعدد
1 / 277